المراسل : "انا غبي ،لاني صدقت ان ثورة قامت في البلاد وأصبحت في تونس حرية تعبير وعدالة وان القانون هو الكفيل وحده بتبرئتي. انا غبي، لاني سلمت نفسي...وصدقت انه لا يمكن لمن عانى من الظلم ويدعى انه يخشى الله ورسوله وقبع السنين الطوال في السجن ان يصبح جلادا ظالما. انا غبي، لاني رفضت التحاف مع النهضة...ورفضت ان اكون بوق دعاية لها معتقدا ان العمل والمثابرة يكفيان للنجاح. انا غبي، لاني صدقت ان رجال القانون عندما قالوا ان محكمة التعقيب هي اعلى سلطة في البلاد وان الحكومة لا تتدخل في القضاء بعد 14 جانفي. انا الغبي لاني صدقت وزير العدالة الانتقالية عندما زارني في مناسبتين في المستشفى وطلب مني فك اضراب الجوع ...ملتزما بإطلاق سراحي قبل 3 جانفي 2013 طبقا للقانون...صدقته وهو يقول ان اطلاق سراحي وانا مضرب عن الطعام سيكون بمثابة رسالة سلبية لبقية المساجين ..الذين سيعتقدون ان اطلاق السراح كان بسبب الاضراب..وليس لاني بريئ. انا الغبي لاني توقعت الخلاص عندما استدعى رئيس الحكومة زوجتي بدار الضيافة وأكد لها انه سيتم الافراج عنى طبقا للقانون. انا غبي، لاني املت ومازلت امل ان الوزير"ديلو" ورئيس الحكومة" الجبالي " كانا صادقين معي وأنهما بذلا ما في وسعهما من جهد ...لكنى لم اشك لحظة واحدة ان القوة التي تحكم البلاد تغالط حتى وزيرها ورئيس حكومتها. انا غبي، لاني لم افهم ان القوة التي تحكم البلاد لا تستهدف مالي ولا شخصي ..... بل همها الوحيد هو غلق قناة التونسية او وضع اليد عليها قبل موعد الانتخابات....كلفها ذلك ما كلفها.. انا غبي، لاني اعتقدت ان استماتتي في الدفاع عن براءتي ....احترام القضاء...وإضراب الجوع كفيل بتغيير مجرى الاحداث ...والحال انه وحتى وفاتي في اضراب جوع لا تساوي شيء امام اغتيال الشهيد شكري بالعيد وهو اغتيال لم يحرك فيمن يدير البلاد شيء .. انا غبي، لاني صدقت انهم لن يجرؤوا على ممارسة الظلم جهرا في وضح النهار...والحال انهم عينوا الصهر وزيرا ...والصديق حاكما...واجلوا تنفيذ الاحكام على مهاجمي السفارة الامريكية وحكموا بالسن عامين على مغني راب... انا غبي، لاني استفرغت كل ذا الوقت لاقتنع في النهاية بأنني لن اغادر السجن وبان بطاقات الايداع ستتهاطل عليا الواحدة تلو الاخرى...وسأقضي سنوات طوال في السجن دون محاكمة.... انا غبي وسعيد بغباوتي ...لاني نجحت في خلق قناة تلفزية من العدم وفي ظروف قاسيه اصبحت في وقت قصير القناة الاكثر مشاهدة في تونس... انا غبي، وسعيد بغباتي، لان اعمالي الفنية ادخلتني في قلوب الكثيرين منكم ...وجعلت عائلتي مرفوعة الراس فخورة بي... وفي الختام سأواصل الغباء ...وساحاول الصمود رغم اني فقدت الثقة...في كل شيء تقريبا...