المراسل: المكان: مرّبع الشهداء بمقبرة الجلاز ، الزمان : ظهر يوم امس، المناسبة زيارة الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي لقبر الشهيد شكري بلعيدة.. نزلت من السيارة وطلبت منا ان نحترم إرادتها وألا نصورها بجانب بقر الشهيد، قائلة "مشان الله لا تصوروني، بكرة بفكروني إني بتاجر بروحو للشهيدة.." لكننا اختلسنا بعض الصور، فالشهيد والفنان لا يجتمعان دائما. ذهبت إلى قبر بلعيد بخطى متثاقلة مرتجفة، لا من شدة حر اول يوم في شهر جويلية ، ولاكن ربما لانها تذكرت شهداء لبنان خلال الحرب الاهلية. كانت ترتدي ملابس زرقاء داكنة بلون الموت ، وعلى عينيها نظارة سوداء، إقتربت من القبر وجلست على ركبتيها ، واخذت تبتهل ، وتناجي، وبين الحين والحين كانت تصمت ..لعل العبارات تضيق كلما يتسع المعنى ..جلست على ركبتيها ثم قبلت القبر وكلمت روح شكري قائلة بلهجتها اللبنانية: سيدي الشهيد لما تقابل شهداء لبنان في السماء سلم عليهم . ثم امرت مرافقيها ان يتركوها بمفردها بجانب القبر مع الشهيدء شكري بلعيد ، ابتعدوا عنها وتركوها تناجي الشهيد ثم وقفت ورجعت صوبنا باكية ولم تكن تبكي بمفردها، فمرافقتها اللبنانية كنات ايضا تبكي بحرقة والم ، كأن الفقيد اغتيل اليوم وهل تجف الدموع على الشهداء؟ طبعا لاتجف مادامت دماؤهم في عروقنا ، ومادام من اطلق رصاصة الغدر طليقا..لكن اين المفر؟