صدر عن دار «الكوكب», الشقيقة لشركة «رياض الريس للكتب والنشر» بيروت, كتاب جديد للأديب والشاعر يوسف رخا بعنوان: «بورقيبة على مضض عشرة ايام في تونس». يتضمن الكتاب نصوصاً قصيرة يتوقف فيها المؤلف عند أمكنة ومحطات في تونس ليعود بنا الى احداث تاريخية من بداية خمسينيات القرن الماضي في مقاربات سياسية ومقارنات بين انظمة شتى واشخاص تاريخيين في نقد لاذع ومرّ لحالة الجمود وفشل الانظمة وطول عمر الحكام وحكمهم, كأن الزمن يمشي والعرب ثابتون على ما هم عليه. يتميز اسلوب المؤلف بالعبارة الموجزة والمعبرة الصريحة تارة واللماحة ايضاً. ومن اللافت تكرار العبارات التونسية والعناوين التي تبدو غريبة على القارئ السوري او اللبناني مثلاً, ثم لا تلبث ان تصبح مألوفة لا لبس فيها ولا غرابة. في احدى مقارناته البليغة بين مصر وتونس يقول: «كأن مصر وتونس توزيعان لنفس اللحن: البلد, الحزب الحاكم, علاقة ملتبسة بغرب او شمال العالم, ما بعد الاستعمار Postcolonial وذيوع الحكم مدى الحياة كمبدأ اساسي. وعلى خرير نضوب قنوات المقاومة, تبدلات التوجه عبر خمسة عقود. التعاون الزراعي مع اسرائيل وتقهقر الصناعة لمصلحة القطاع السياحي. الانتماء العربي في مقابل الاعانات الاميركية الخليجية. لكون المعارضة في البداية, تتكتل في تيارين: اليسار والاسلام السياسي. ثم بروز الاخير على حساب الاول, رغم انف القمع والتنوير, وتحالف الحكومة معه بما يكفي لالغاء احتمال ان يكون له معنى: انه يهدد الثوابت. يظل «الاسلام هو الحل», على نحو ما».