شهدت الجزائر منذ الخميس الماضي اسبوعا داميا تعددت خلاله الاعتداءات الانتحارية مخلفة اكثر من سبعين قتيلا وعشرات الجرحى في شرق البلاد. وافادت الاذاعة الجزائرية عن مقتل 11 شخصا واصابة 31 آخرين صباح امس في اعتداءين بالسيارة المفخخة في مدينة البويرة. واستهدف الانفجار الاول سيارة اوتوبيس كانت متوقفة قرب فندق وسط مدينة البويرة والثاني مقر قيادة المنطقة العسكرية في المدينة التي تقع في وسط (مربع الموت) الذي يضم العاصمة والبويرة وتيزي وزو وبومرداس في سفح سلسلة جبال منطقة القبائل. ويأتي الاعتداءان غداة هجوم انتحاري اسفر عن سقوط 43 قتيلا و45 جريحا حسب حصيلة رسمية، امام مدرسة تدريب الدرك الوطني في مدينة يسر. وهذا الاعتداء هو الاعنف في الجزائر منذ ثمانية اشهر حيث فاقت حصيلة قتلاه عدد ضحايا الاعتداءين المتزامنين في 11 كانون الاول في العاصمة الجزائرية اللذين استهدفا مبنيين رسميين واسفرا عن سقوط 41 قتيلا. وافاد عدد من الصحف الجزائرية ان مجموعة من الاصوليين المسلحين نصبت كمينا لقافلة امنية في سكيكدة مما اسفر عن مقتل 11 من عناصر الامن ومدني وجرح عشرة مدنيين اخرين. واضافت الصحف ان اربعة اصوليين قتلوا في الاشتباك الذي خلف عشرة جرحى بين قوات الامن. وبين الضحايا ضابط في الجيش بترتبة رائد. وادان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بشدة الاعتداءات الانتحارية التي استهدفت بعض المراكز الامنية الجزائرية. وقالت وكالة الانباء ان الرئيس التونسي استنكر في برقية عزاء بعث بها الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (هذه الجرائم البشعة النكراء)، مؤكدا (رفضه للارهاب ايا كانت اشكاله ودواعيه). واعرب بن علي عن (تضامن تونس الكامل والدائم مع شقيقتها الجزائر وعزمها على مواصلة العمل المشترك لمكافحة هذه الآفة الخطيرة واستئصالها واحتوائها). وادان العاهل الاردني الملك عبد الله بشدة العملية الانتحارية في يسر. وقال بيان صادر عن الديوان الملكي ان الملك عبد الله استنكر (بشدة) في برقية عزاء بعث بها الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (هذه الاعمال الاجرامية). واكد الملك (وقوف الاردن الى جانب الجزائر وشعبها الشقيق في التصدي للارهاب بكافة أشكاله)، معبرا عن مشاعر العزاء والمواساة بضحايا (الهجوم الارهابي) ومتمنيا (الشفاء العاجل) للمصابين. وادانت الصين وروسيا واليابان العملية الانتحارية في يسر شرق الجزائر حيث وقع اعتداءان آخران في البويرة جنوب شرق العاصمة الجزائرية تسببا بمقتل 11 شخصا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كين غانغ ان (الحكومة الصينية تشجب هذه العملية الارهابية)، وتقدم تعازيها وتؤكد (للجرحى وعائلات الضحايا تضامنها). وعبرت الحكومة اليابانية من جهتها عن (صدمتها العميقة) بعد الاعتداء. كما دانت موسكو (بحزم) اعتداء يسر في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الالكتروني الاربعاء، ووصفته بانه (دموي وارهابي).