وصل حوالى الف متظاهر قدموا من وسط جنوبتونس ويطالبون باستقالة الحكومة الانتقالية، صباح اليوم الاحد الى وسط العاصمة التونسية. ويبدو أنّ المسيرات المتواصلة المُحتجة على الحكومة الوطنيّة المؤقتة التي يترأسها رئيس الوزراء محمد الغنوشي، مصّرة على تنفيذ مطالبها بالكامل وعلى رأسها إقصاء الوزراء المنتمين إلى حزب "التجمع الدستوري الديمقراطي" الحاكم سابقا. وفي تطوّر جديد رصدته "إيلاف"، أعلن المئات من المواطنين في محافظة سيدي بوزيد وأريافها، إطلاق "قافلة التحرير" التي وصلت العاصمة تونس لإسقاط الحكومة. وفي إفادات ل(إيلاف) قال الناشط النقابيّ محمد العيادي الناطق باسم" المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية" إنّ مسيرة شعبيّة انطلقت يوم السبت 22 جانفي/ يناير من قرية منزل بوزيان باتجاه تونس العاصمة، وذلك مرورا بمدن عديدة". ويضيف العيادي: "مرت القافلة مساء السبت بمدينة الرقاب وكان مشهدا مؤثرا حيث توقفت السيارات التي تحمل المتظاهرين في مدخل المدينة وترجل منها الشباب والنقابيون وقطعوا الشارع الرئيسي وسط زغاريد النساء والتحام عدد كبير من الأهالي بهم وقد رفعت خلالها الشعارات المطالبة بحل الحزب الحاكم ورحيل الحكومة اللاّشرعية، وبعد إكمال دورتهم في مدينة الرقاب عاد الشباب والنقابيين إلى السيارات وانطلقوا في اتجاه مدينة القيروان". ويقول المشرفون على "قافلة التحرير" التي بدأت تلفت الأنظار إليها، أنها مبادرة شبابية من المتوقع أن تستقطب الآلاف من الرافضين للحكومة الحالية ومن الداعين لحلها. وكانت مظاهرات كبيرة وحاشدة خرجت السبت في العاصمة تونس وعدد من الجهات لمناهضة الحكومة في الوقت الذي بدأت فيه تونس حدادا لمدة ثلاثة أيام على عشرات الأشخاص الذين قتلوا خلال الإطاحة بزين العابدين بن علي. وواجهت الحكومة المؤقتة التي تولت السلطة بعد فرار بن علي إلى السعودية الأسبوع الماضي في مواجهة ثورة شعبية عارمة احتجاجات متواصلة من قبل حشود غاضبة من استمرار وجود أعضاء الحرس القديم في الحكومة. وبثّت الشبكات الاجتماعية على الانترنت صورا لقافلة التحرير التي تضمّ بضع مئات من المواطنين من منزل بوزيان والرقاب والمكناسي، ويقول النقابيّ محمد العيادي إنّ القافلة تستعمل السيارات للتنقل بين المدن، ولدى وصولها إلى مدخل كل مدينة يترجّل المتظاهرون الذين يحضون باستقبال وترحاب كبيرين من الأهالي". لكنّ النقابيّ يؤكد أنّ حظر التجوال الذي تفرضه السلطات، يعيق سرعة تنقّل القافلة، وتفرض الحكومة الحالية منذ أكثر من أسبوع حظرا للتجوال الليلي يبدأ عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحليّ (7 بتوقيت غرينتش) وينتهي عند الخامسة فجرا. وأطلقت دعوات عبر المواقع الاجتماعية على الانترنت لانضمام متظاهرين آخرين من مناطق أخرى إلى "قافلة التحرير" التي يتوقع أن تصل إلى العاصمة التونسية خلال خمسة أيام. وينوي المشاركون في المسيرة أن يمضوا الليل في مدينة الرقاب حيث ينتظرهم نحو 2500 من السكان قال بعضهم أنهم ينوون الانضمام إليهم عند استئناف المسيرة صباح الأحد. وتستأنف القافلة التي بدأت عفوية ثم انضم إليها نقابيون ومدافعون عن حقوق الإنسان، مسيرتها الأحد من الرقاب باتجاه مدينة القيروان (وسط، 153 كلم جنوبي العاصمة). ومن المقرر أن تنطلق مسيرات مماثلة من القصرين (وسط غربي) المدينة الأخرى التي كانت مهد الانتفاضة الشعبية التي أنهت نظام الرئيس زين العابدين بن علي، ومن مدينة قفصة المنجمية (الجنوب الغربي) بحسب بعض الأهالي.