منعت السلطات الموريتانية ندوة تضامنية شعبية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كان من المقرر أن تدشن خلالها مساء الأربعاء 19-4-2006 حملة تبرعات لصالح الشعب الفلسطيني. وجاء ذلك بعد ساعات من إلغاء الحكومة الأردنية زيارة كان وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار يعتزم القيام بها إلى عمان، معللة ذلك باكتشاف مخابئ أسلحة تابعة لحماس، وهو ما نفته الحركة بشدة معربة عن أسفها لإلغاء الزيارة. وفي تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت الأربعاء 19-4-2006 ذكر محمد المختار ولد محمد فال -منسق الندوة والناشر- لصحيفة "النهار" الأسبوعية أن الحكومة الموريتانية أبلغته مساء الأربعاء بإلغاء الندوة رسميا دون إعطاء أي مبررات لذلك. وأوضح ولد محمد فال: منظمو الندوة التي حملت عنوان (لا لتجويع الفلسطينيين) سعوا من خلالها إلى "إظهار الدعم لشعب يستحق الدعم، والإعلان عن لجنة أهلية ستتولى جمع وإرسال المساعدات المالية لهذا الشعب الذي يواجه حصارا جائرا من قبل بعض الأطراف الدولية". كما أعرب الصحفي الموريتاني عن خيبة أمله إزاء موقف السلطات. بدوره استنكر محمد غلام ولد الحاج الشيخ -الأمين العام لجماعة "الرباط الوطني لمقاومة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن فلسطين والعراق" المشاركة في تنظيم الندوة- قرار منع الندوة قائلا إنه "جاء مفاجئا وفى الوقت الخاطئ". وأعرب ولد الحاج الشيخ عن أمله في أن تتفهم السلطات موقف الشعب الموريتاني "المساند للقضية الفلسطينية والرافض لمنطق الحصار المفروض عليها لإسقاطها بحجة تولى حماس مقاليد الحكم فيها عن طريق انتخابات شفافة ونزيهة". يذكر أن "الرباط الوطني لمقاومة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن فلسطين والعراق" هي منظمة شعبية تضم مختلف الأطياف والتوجهات المقاومة للتطبيع مع إسرائيل والاحتلال الأمريكي للعراق. مبادرة طلابية وفى سياق متصل، نظمت "المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة" الأربعاء مهرجانا جماهيريا بجامعة نواكشوط أكد المشاركون فيه ضرورة الإسراع بجمع التبرعات لشعب فلسطين، وأدانوا الموقف الأوربي من الحكومة الجديدة واتهموها بالتبعية لواشنطن. وأشاد الطالب أنس ولد محمد فال -مسئول الإعلام والمتحدث باسم المبادرة- بالمردود الفوري لدى الطلاب بشأن الدعوة لجمع التبرعات، وضرب مثلا بتبرع طالبة ببعض حليها من الذهب وتبرع آخرين بما يحملونه معهم من مصروف يومي "رغم ضيق ذات اليد". كما أعرب المتحدث باسم المبادرة عن أمل مكتبه في إقناع هيئات المجتمع المدني بتنظيم حملات تبرع شعبية واسعة. وسبق أن أعلن وزير الخارجية الموريتاني أحمد ولد سيد أن حكومته التابعة للمجلس العسكري الحاكم تعتبر أن العلاقات الموريتانية-الإسرائيلية جاءت بناء على توجه عربي عام يعتبر السلام خيارا إستراتيجيا للعالم العربي على أساس الشرعية الدولية. وشدد على أن هذه العلاقات ليست موجهة ضد أي أحد وأنها تدخل في إطار الإستراتيجية العربية الرامية إلى فتح القنوات مع جميع الأطراف، مضيفا أن "الإخوة الفلسطينيين يعرفون ذلك". وبعد قليل من وصوله للسلطة إثر انقلاب عسكري أطاح -مطلع أغسطس 2005- بالرئيس معاوية ولد الطايع أعلن المجلس العسكري التزامه بالعلاقات الدبلوماسية التي أقامها الطايع مع الدولة العبرية.