في اول رمضان تونس بعد ثورة 14 يناير،تتنوع العروض الفنية سواء من خلال ما تبقى من المهرجانات الصيفية أو من خلال مهرجانات المدينة التي تحاول التركيز على الاكتشافات والألوان الفنية الطربية والأصيلة والرصينة وتسليط الضوء على التجارب الأخرى من البلاد العربية والأجنبية. وتشتمل الدورة التاسعة والعشرون لمهرجان المدينة المهداة للثورة التونسية والتي تم افتتاحها يوم 6 اغسطس وتتواصل حتى 27 منه،تشتمل إلى جانب سهرات الفن والطرب من تونس والخارج على عروض سينمائية تحية للمخرجة التونسية سلمى بكار من خلال عرض ثلاثة من أفلامها هي « فاطمة 75» و«رقصة النار أو حبيبة مسيكة» و«خشخاش». كما سيتم عرض فيلم «اوديتوريوم» لكريم اليعقوبي والذي يروى أحداث الثورة التونسية إلى جانب تخصيص سهرة للسينمائيين الهواة تتخللها ندوة فكرية بعنوان «سينما الهواة وسينما الاحتراف» كما تتضمن الدورة سهرات غنائية منها «سهرة الحرية» بإمضاء النجمة التونسية سيرين بن موسى، وسهرة المطربة التونسية المقيمة بباربيس امال المثلوثي. فسهرة سلاطين الطرب من مدينة حلب السورية، وسهرة ريم البنا من فلسطين. كما يشارك في المهرجان عدد من النجوم التونسيين من بينهم لطفي بوشناق وصلاح مصباح وصابرالرباعي الذي سيحيي سهرة الاختتام ويتضمن برنامج المهرجان سمرات لدرفيش خان من إيران وسهرة لفرقة التنورة من مصر وسهرة للموسيقى الهندية وسهرة للطيف بولات من تركيا وأخرى للفلامينكو الاسباني، إضافة إلى سمرات من بوليفيا وارمينيا وحفل لفرقة المعهد الرشيدي للمالوف والموشحات الأندلسية بقيادة الفنان التونسي فتحي زغندة يذكر القاريء صورة تلك الفتاة التونسية التي كانت تمسك بقيثارتها وتغني مع المعتصمين امام قصر الحكومة في بدايات أيام الثورة وحولها عشرات الشموع». «أنا حر وكلمتي حرة» وهي الفنانة الشابةالتونسية أمال المثلوثي التي اختارت ان تكون ملتزمة بقضايا الشعب ليس منذ اندلاع الثورة فقط ولكن قبل ذلك بكثير. هذه الفنانة احيت عددا من السهرات في شهر رمضان منها سهرة بالمسرح البلدي بالعاصمة وأخرى بمدينة صفاقس حيث ادت مجموعة من الاغاني الشعبية التونسية يعد اعادة توزيعها موسيقيا بأسلوب عصري، كما غنت من شعر احمد فؤاد نجم والحان الشيخ إمام عيسى. ومن القدس الفنانة ريم البنا الى تونس لتؤدي مجموعة من الأغاني النابعة من عادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني بإيقاعات قائمة على الآتي القيثارة الكهربائية والإيقاع لتمزج بطابعها الخاص بين روح الأصالة ولمسات الحداثة متبعة في ذلك شكلا إبداعيا يكشف جمالية انتقائها للألحان والكلمات. وقبل أن تغني الفنانة الفلسطينية التي حظيت بإقبال جماهيري كبير أغنية «ترتيلة البحر» من ألبومها «مواسم البنفسج» قدمت أغنية «تحاصرني مرايا الروح» والتهليلة الفلسطينية الشهيرة في التراث الغنائي العربي والشامي «يا ستي». أما أغنية «مشعل» فقد روت من خلالها قصة شاب عربي عرف بشجاعته وكان محل إعجاب الفتيات والنساء في القرية التي يسكنها إلا انه لم يكن يبالي بهذا الإعجاب، جاءت هذه الأغنية بأداء ميزه الإيقاع الصاخب والنسق العالي والمتواتر للطبقات الصوتية. وبدون موسيقى وباقتراح من الجمهور غنت ريم البنا «يا طالعين عالجبل» وهي أغنية معروفة في رصيد أعمالها الفنية، ورغم تشابه الإيقاع في بعض الأحيان إلا أن الفنانة حاولت تقديم نمط فني جديد انفردت في أدائه حيث حافظت على الفن الشعبي الأصيل ووظفت الإيقاعات الغربية لإعطائه بعدا حداثيا. وأحيت الفنانة التونسية المهاجرة سرين بن موسى سهرة تحت عنوان «تونس تغني الحرية». استهلتها بتحية للجمهور الحاضر قائلة أن هذا العرض «رسالة حب لتونس ما بعد الثورة تونس السلام تونس الحرية». وعلى اثر مقطوعة موسيقية لحنها قيس المليتي قدمت سرين بن موسى أغنية وطنية جديدة عنوانها «يا تونس» من كلماتها وألحانها أعدتها خصيصا لعرض الافتتاح وارتفع نسق السهرة بأداء الفنانة لباقة من إنتاجاتها من بينها «قولو لامي ما تبكيش» وهي أغنية جديدة تكريما لأرواح شهداء الثورة إضافة إلى «الوردة» و«الشجرة» و«بلابراس بار خوليا» وهي مزيج بين كلمات اسبانية وأخرى تونسية. وحافظت سرين بن موسى ذات الحضور الركحي المتميز والصوت الجهوري على طابعها الموسيقى الخاص والمستوحى من التراث الفني المغاربي والأندلسي لتتحف الحضور بكوكتال من الموشحات تتماشى والأجواء الرمضانية وتثبت أنها إحدى سفيرات الموسيقى العربية الأندلسية الأصيلة. صحيفة البيان الاماراتية-التاريخ: 18 أغسطس 2011