يوم الثلاثاء الماضي طرق باب بيتي شخص انجليزي .. كان يوزع مطويات حول مظاهرة فى مدينة مانشستر .. أخذتها منه .. وبعد حديث قصير شرح لي خلاله هدف المظاهرة .. وذكر لي بأنها ستقام فى ذات اليوم الذى سيعقد فيه بلير اجتماع حزبه فى مانشستر .. سألته : من اي جهة أنت ؟! .. وفى هذه البلد يعتبر هكذا سؤال من المباحات .. ولن تسمع أجابته أنه " من فوق !! " مثلا .. قال أنه من حزب "الإحترام" .. وهو حزب يستهدف الأقليات فى بريطانيا من أجل بلوغ أهدافه السياسية .. ومن أبرز رموزه السيد " جورج قلوي ". فما كان مني إلا أن قمت بترجمة فورية لردة الفعل العربية على مثل هذه المواقف .. فقلت للسيد "نيل" صاحب الدعوة .. هل أستطيع أن أساعدكم فى شيء ؟!.. فرد على الفور كأنه ينتظر من يخطئ مثل هذا الخطأ .. بقوله: نعم نحن نحتاج الى من ينظم الى اللجنة المنظمة .. وعرفت أن شكلي ولوني.. وليس سواد عيوني .. السبب وراء الإصرار .. فهو لا يعرف إن كنت يسارياً .. أو يمينياً .. أو مشلولاً .. عموماً .. وافقت على إعتبار أن السبت سيكون يوم راحة .. ولا بأس بهذه المشاركة .. رغم بعض المشاكل الصحية .. فكان فى تصوري أن ساعة أو ساعتين .. لن تؤثر .. خاصة وأن المكان هو مدينة مانشستر التى لا تبعد عن مكان اقامتي سوى بضع كيلومترات .. نمت على خطوط عريضة مريحة .. وإستيقضت على سيل من المفاجآت التى قلبت كل التوقعات .. أولها الإعلان عن يوم السبت كونه أول أيام شهر رمضان .. وثانيها أن يوم السبت سيكون ساخنا من حيث درجة الحرارة .. واكمل العزيز " نيل " ثالثة الاثافي باخباري أن على اللجنة التواجد فى مانشستر منذ التاسعة صباحاً .. وحتى لا أزوغ منه .. أضاف ان فريق بولتن سوف يتجمع فى الثامنة والنصف صباحا فى محطة قطارات المدينة لينطلق سويا .. وأخر المفاجآت أن أعضاء اللجنة عليهم البقاء حتى نهاية المهرجان أي الى ما بعد السادسة مساء .. اسقط فى يدي .. ووجدت نفسي صبيحة يوم السبت 24 سبتمبر .. الموافق لليوم الأول من رمضان .. فى قلب الحدث .. وتم ما قرره السيد "نيل" .. الذى كان هو وباقي المجموعة من الانجليز .. والهندوس .. والمسلمين من أسيا الذين لا يعتبرون السبت اليوم الاول للصيام .. يحتسون القهوة .. ويتناولون المشاريب .. ولا ينسون تذكيري بين الحين والاخر بأن العمل مرهق والجو ساخن !! .. وأنا ابتسم على الطريقة الانجليزية .. وفى داخلي أقول: مش لو كنت مع حزب "العمال" .. وإلا مع "المحافظين" راك توه راقد .. خليك وراء الاقليات توه تربح. المهم إنتهى المهرجان .. وصلت للبيت وأنا فى الرمق الأخير .. وإن كنت لم أخرج من المولد بلا حمص .. فقد فزت بباقة من الصور أحببت أن اشرككم معي فى تصفحها عشية هذا اليوم من رمضان .. وسوف اكتفي بوضع تعليق بسيط على كل صورة .. ومن يرى من الأصدقاء أن يضفي على كسادنا شيء من البهجة .. وان يعلق بطريقته الخاصة على اي صورة من الصور فلا مانع .. بل سيكون ذلك من دواعي سروري .. اترككم والصورة علما بأني لم أنشرها كلها تجنبا للاطالة .. وإخترت لكم أغربها .. وأطرفها. ***لمتابعة التقرير المتضمن لصور نادرة يرجى التكرم بالضغط على الوصلة التالية: