" اشعر بالتفاؤل والفخر لما قام به شباب تونس من ازاحة الديكتاتور وسعيهم الدءوب لإزاحة الديكتاتورية ولكن في نفس الوقت ينتابني الشعور بان الثورة المضادة قد تنجح في تغيير اتجاه المسار" يقول فتحي مورالي الصحفي التونسي الذي عايش اخر ايام الاستعمار والفترة البورقيبية وفترة بن علي ويعيش في هولندا. نصر الدين الدجبي/إذاعة هولندا العالمية/الوسط التونسية: افخر أن انتمي إلى بلد مثل تونس التي ازاحت الدكتاتور والديكتاتورية... لا اشك في مسار بلادي التي خطت خطوات ثابتة مقارنة بجيرانها لإرساء معالم ثورتها ... لقد تمكنت تونس رغم كل الصعاب من اعادة ثقة السائح والمستثمر رغم رسائل التخويف من الداخل والخارج... هذا ما قاله تونسيو الخارج لإذاعة هولندا العالمية على هامش الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة التونسية التي نظمتها السفارة التونسية في لاهاي وغنت فيها فرقة المألوف للموسيقى التونسية. انتعاشة بفرحة وفي نفس الوقت تفاؤل بادية على ملامح وجه زينب الزواوي مديرة مكتب السياحة التونسية الذي تأسس حديثا في مدينة لاهاي تقول "في خطتنا أن تعود تونس في عام 2013 إلى سالف عهدها وجهة للسياح كما كانت في قبل الثورة التي وقعت في 14 يناير 2010، ولكن ليس هذا فقط فالتوجه إلى ان نوسع مجالات السياحة وننوع من السائحين ونرفع عدد السياح الهولنديين بما نسبته 5 و 10% سنويا." " ليس غريبا أن تكون تونس هذه السنة ضيفة شرف على أكبر معرض اوربي للعطل السياحية في مدينة اوتريخت الهولندية، وليس غربيا أن نرى تهافت السياح ومكاتب السياحة علينا لمعرفة الوضع السياحي والامكانيات الجديدة"، تقول زينب "لمسنا وفائهم لتونس رغم الصعاب والرغبة في العودة اليها في اقرب وقت " تضيف زينب التي كانت اشرفت على معرض العطل الذي انعقد 8 إلى 13 يناير من هذا الشهر الجاري وكانت تونس حاضرة فيه وفي الاعلام الهولندي بقوة. وحسب احصائيات الرسمية الاخيرة لوزارة السياحة التونسية فان عدد السياح الهولنديين إلى تونس في 2012 وصل إلى أكثر من 61 الف سائح وهو انخفاض بنسبة 18.07 % مقارنة 2010 في حين وصلت في عام 2011 إلى ادنى مستوى لها بنسبة انخفاض وصلت الى 62 %. تفاؤل ولكن " اشعر بالتفاؤل والفخر لما قام به شباب تونس من ازاحة الديكتاتور وسعيهم الدءوب لإزاحة الديكتاتورية ولكن في نفس الوقت ينتابني الشعور بان الثورة المضادة قد تنجح في تغيير اتجاه المسار" يقول فتحي مورالي الصحفي التونسي الذي عايش اخر ايام الاستعمار والفترة البورقيبية وفترة بن علي ويعيش في هولندا. "لقد حكم بورقيبة بشرعية الزعامة وسلب المجتمع سيادته ثم جاء بن علي واعتبر تونس مزرعة له ولأسرته واليوم تعود السلطة للشعب فتتكالب عليها الأعداء لتشويهها وإفشالها" يقول مورالي "ككل ثورة تحتاج إلى تضافر الجهود للبناء ولكن ما يزعجني هو أن الأحزاب في تونس لم تتحمل مسؤوليتها الكاملة وتقدم مصلحة الوطن على مصالحها الحزبية. تابع مورالي متحدثا عن صورة تونس في الإعلام الخارجي قائلا " للأسف مازال الإعلام في تونس ينقل الاحداث بحرية ولكن دون مسؤولية فيسمع الحديث وينقله دون ان يقوم بدوره في التثبت وكشف الحقيقة وهو ما أثر على إشعاع الثورة في الخارج"، وبين أن قضايا عدة شوهت صورة تونس اتضحت في الاخير انها فرقعات اعلامية لا اساس لها من الصحة او اعتمدت قراءة مختلة للأحداث. " الإعلام منحته الثورة فرصة وقد استفاد منها البعض واجرى تقييما لتدارك الوضع والقيام بصحافة مهنية محايدة غير مؤدلجة، واستطاعت أن تقعد للشفافية يجرأ اليوم أي مسئول كبيرا كان أو صغيرا على التلاعب وفرض سلطته على الناس وهي الخطوة الاولى ولكن نحتاج إلى خطوات اخرى في اطار البناء وتأهيل المجتمع وهذا مهمة ايضا يمكن للإعلام ان يكفر بها عن اخطائه ويقدم للثورة خدمة كبيرة". انقلاب أما نورالدين الذي أصبح يتردد على تونس بعد الثورة على أمل ان يعود ويستقر هناك بعد غربة أكثر من عقدين فيقول "أحس ان تونس تغرق ولم تعد فيها سلطة، هل يعقل ان مسئولي الدولة الذين لم يكن يجرأ احد الاقتراب أو الحديث معهم في العهود السابقة يستهزأ بهم ويطردون من اي مكان يدخلونه بمبرر حرية الرأي". وتابع نور الدين قائلا "كان كل منا يرى ما يحدث له في حيه أو في بيته ولا يجرأ الواحد منا ان يبوح بما يراه ويسمعه لنفسه واليوم لما رفع الغطاء وكشف ما بداخل الاناء من كوارث، لم نعد نعرف هل هي وليدة الوضع الجديد ام امتداد لماضي أليم، للتلوث الإعلامي وما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي، حتى ان الإنسان اصبح يشك في كل شيء". تصاعد "بعيدا عن الاحداث والتفاصيل اليومية والصعاب اللصيقة بالمواطن وبغض النظر عن التدخلات الداخلية والخارجية لإفشال الثورة فأرى ان تونس تسير في الطريق الصحيح، فكما عزمت على القطع مع نظام الحزب الواحد والعمل على وضع دستور توافقي وخريطة طريق لإتمام المرحلة الانتقالية هي اليوم تجلب إليها المستثمر الأجنبي" يقول محي الدين المسوسي أحد مؤسسي مؤسسة استثمر في تونس، وتابع المسوسي قائلا "باحتكاك مؤسسة استثمر في تونس بالمستثمر الاجنبي الهولندي والتونسي في الخارج نلمس رغبة كبيرة في الانفتاح على الاستثمار في تونس ما بعد الثورة ". وبين المسوسي ان مؤشرات الرسمية للاستثمار الخارجي في تصاعد ملفت رغم تواصل الاحتجاج الشعبي، مبينا ان هذا لاحتجاج والعنف قد يؤخر ويؤجل ولكن لن يهرب المستثمر المحاصر في أوربا بأزمة قد تكون تونس ودول الربيع العربي مخرجا له.