وفقا للمزارع حبيب كيلاني فإن الناس يرون أن الوظائف التي يعرضها عليهم شاقة جدا وأن الأجور منخفضة جدا. وقال "وجدت صعوبة كبيرة هذا الموسم في جني محصول الزيتون لولا مساعدة بعض النساء من ربات البيوت، وذلك رغم ارتفاع الأجر إلى حوالي 25 دينارا مع ساعات عمل لا تتجاوز 8 ساعات". منية غانمي-شبكات اخبارية دولية-الوسط التونسية: على الرغم من الارتفاع الملحوظ في معدلات البطالة في تونس منذ الثورة، تشكو عدة قطاعات من نقص في اليد العاملة. تشير الأرقام الرسمية لوزارة التشغيل إلى أن عدد العاطلين عن العمل في تونس بلغ 653 ألف شخص. في المقابل تؤكد إحصائيات موازية أن هناك نقصاً في اليد العاملة في بعض القطاعات يبلغ حولي 120 ألف شخص، خاصة في قطاعات الأشغال العامة والزراعة والنجارة والخدمات. وفي هذا السياق أكد المركز التونسي لليقظة والذكاء الاقتصادي أن تونس سجلت هذه السنة نقصا في اليد العاملة لم تشهد مثله من قبل على الرغم من ارتفاع الأجور والعودة المكثفة للعمال التونسيين من ليبيا. وأشارت الدراسة التي أعدها المركز التونسي لليقظة والذكاء الاقتصادي التي نشرت منذ خمسة أشهر إلى أن الحاجة إلى العمالة قدرت ب 55 ألف فرصة عمل في قطاع النسيج و13 ألف في البناء والأشغال العامة و7 آلاف في الصناعات الميكانيكية والالكترونية. في هذا السياق أكد الطيب زكري عضو المكتب التنفيذي للغرفة الوطنية للبناء والأشغال العامة التابعة للنقابة التونسية للصناعة والتجارة والحرف اليدوية أن مشاكل التمويل التي تعاني منها بعض الشركات زادت من تردد الناس في الإقبال على هذه القطاعات. كما أشار أصحاب العمل إلى عدم رغبة الناس في العمل في قطاعي البناء والزراعة. ووفقا للمزارع حبيب كيلاني فإن الناس يرون أن الوظائف التي يعرضها عليهم شاقة جدا وأن الأجور منخفضة جدا. وقال "وجدت صعوبة كبيرة هذا الموسم في جني محصول الزيتون لولا مساعدة بعض النساء من ربات البيوت، وذلك رغم ارتفاع الأجر إلى حوالي 25 دينارا مع ساعات عمل لا تتجاوز 8 ساعات". بدوره يعاني مقاول الإنشاءات أحمد بوعلي من نفس المشكلة، معتبرا أن الشباب اليوم حتى ممن لا يملكون شهادات عليا أصبحوا يفضلون الأعمال الإدارية على الأعمال اليدوية. وقال في لقاء مع مغاربية إن "نقص اليد العاملة يعود أيضا إلى ذهاب الكثيرين ممن كانوا يعملون لديه إلى ليبيا، حيث أن الأجر في قطاع البناء قد يصل إلى ضعف الأجر في تونس". وقال أيضا إن العاطلون عن العمل يرفضون الأعمال اليدوية لأنهم يرونها أعمالا غير جديرة. يقول كمال الميسوري الحاصل على شهادة في المحاسبة وعاطل عن العمل لمدة سنتين "إذا كانت الأعمال اليدوية هي الحل للبطالة فأي معنى إذن لسنوات من التعب والجهد التي بذلناها في سبيل تحقيق النجاح والحصول على الشهادة". وأضاف قائلا "أعتقد أن هذه النوعية من المهن موجهة لأصحابها، أما نحن خريجي الجامعات فمكاننا في الإدارات". من جهتها قالت سناء مليتي الحاصلة على الليسانس في الحقوق "أفضل البقاء عاطلة على العمل عن الالتحاق بعمل في مصانع النسيج أوغابات الزيتون". وأردفت قائلة "هذه الأعمال في تونس تفتقد إلى أبسط شروط العمل كالتأمينات الاجتماعية والنقل". موقع مغاربية - 2013/03/14