أطلق الحرس الثوري الإيراني صواريخ بالستية قادرة على حمل نحو 1500 رأس حربي عنقودي في مناورات حربية بدأتها طهران الخميس وتستمرعشرة أيام, وذلك عقب مناورات بحرية مشابهة أجرتها الولاياتالمتحدة في الخليج. وقالت مصادر رسمية إيرانية إن صواريخ باليستية من نوع "شهاب 3" التي يبلغ مداها ألفي كيلومتر, أطلقت لأول مرة في المناورات. وتكفي المسافة التي يمكن لهذه الصواريخ أن تقطعها, لتهديد إسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج. وقد أطلقت الصورايخ الجديدة خلال المرحلة الأولى من المناورات التي أجريت في الصحراء الإيرانية الواقعة وسط البلاد. وإضافة إلى صواريخ "شهاب 3" أطلقت صواريخ "شهاب 2" و"ذو الفقار" و"سكود بي" و"فاتح 110" و"زلزال". وأظهرت اللقطات المصورة ستة صواريخ تنطلق من منصات متحركة تاركة وراءها ذيلا من الدخان وهي ترتفع في الهواء فوق الصحراء قرب مدينة قم وسط إيران, وكانت صيحات التكبير تتعالى خلال عملية الإطلاق. وأجريت هذه التمرينات بحضور قائد الحرس الثوري الجنرال يحيى رحيم صفوي وغيره من كبار القادة العسكريين الإيرانيين. وقال التلفزيون الإيراني إن الرأس العنقودي لشهاب قادر على نشر 1400 قنبلة صغيرة بقوة تدميرية هائلة. وتنفجر الشحنة العنقودية قبل ملامستها الأرض وتنثر كمية كبيرة من القنابل الصغيرة على مساحة كبيرة. وقال الجنرال صفوي إن المناورات أطلق "الرسول الأعظم" ستجرى في 14 محافظة إيرانية, وخاصة في تلك المطلة على الخليج وبحر عمان, موضحا أنها تهدف إلى "استعراض قوة وعزيمة طهران في الدفاع عن النفس من المخاطر". وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها هذا السلاح في مناورات فعلية وليس في إطار تجارب كما في السابق. وقال صفوي إن القوات البرية والجوية والبحرية وبينها غواصات ستشارك في المناورة التي ستجرى في الخليج وخليج عمان. وفي أول رد فعل لها على المناورات قالت روسيا إنها تراقب المناورات الإيرانية عن كثب بعد تأكيد إطلاق الصواريخ الجديدة, لكنها استبعدت امتلاك الجمهورية الإسلامية القدرات التكنولوجية لإنتاج صواريخ بعيدة المدى. وقال رئيس أركان الجيش الروسي يوري بالويفسكي إن إيران "وفق معلوماتنا لا تستطيع إنتاج صواريخ يصل مداها إلى خمسة آلاف كيلومتر, وإذا بدأت تحاول ذلك, فسيخضع الأمر لمراقبة أجهزة استخباراتنا". وفي باريس، اعتبرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال أليو ماري إطلاق صواريخ شهاب الجدية "أمر مثير للقلق", وأضافت في مؤتمر صحفي "المهم بالنسبة للأسلحة التقليدية أو النووية هو مداها, وهذا الأمر مقلق عندما يصدر عن بلد يثير شكوكا حيال احترام الاتفاقيات الدولية". وتزامنت هذه المناورات مع أخرى بدأتها الولاياتالمتحدة وخمس دول أخرى هي أستراليا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا والبحرين الاثنين الماضي في الخليج على مقربة من المياه الإقليمية الإيرانية. وتندرج المناورات الأميركية في إطار التوتر المتزايد بشأن برنامج إيران النووي. وقد قدمت المجموعة الأوروبية في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على طهران بسبب رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم. ويستهدف مشروع القرار هذا البرامج الباليستية والنووية، حيث تخشى الدول الغربية أن تسعى الجمهورية الإسلامية إلى امتلاك القنبلة الذرية والصواريخ التي تسمح بإطلاقها. ويرى خبراء عسكريون أن إيران تريد على الأرجح استعراض التكنولوجيا الإيرانية, وأضافوا أن الصواريخ لا تمثل تهديدا إستراتيجيا جديدا. وفسر محللون آخرون هذه المناورات على أنها تهديد مستتر بأن إيران قادرة على تعطيل مسارات الملاحة البحرية إذا تعرضت لعقوبات بسبب برنامجها النووي. وقد أجرى الحرس الثوري الإيراني -وهو جناح في الجيش له هيكل قيادي منفصل عن الجيش النظامي- مناورات عسكرية في الخليج في أبريل/نيسان الماضي أجرى خلالها تجارب على صواريخ جديدة وطوربيدات ومعدات أخرى.