«شاشية هذا... على رأس هذا» يلخّص هذا المثل الشعبي غرق المواطن التونسي في التداين وحاجته الملحة للحصول على قروض بفوائض منتفخة لشراء مسكن أو سيارة أو ما شابه ذلك من ضروريات الحياة. ولأن المواطن يمثل الحلقة الاساسية في موضوع التداين فإن بعض البنوك تعمد الى استغلال الظروف لتجعله «جمل الساقية» الذي يدور دون انقطاع في نفس الحلقة ويبقى «مرهونا» مدى الحياة. «الشروق» سألت التونسي عن تداينه للبنوك وعن أشكال التداين وجميع العناصر المتعلقة بذلك. أفاد كمال العيادي (موظف) أن المواطن التونسي لم يعد له من مهرب من التداين للبنوك خاصة فمصاريف الحياة كثيرة والمتطلبات تتزايد يوما عن آخر والقدرة الشرائية للمواطن محدودة. وأضاف أن التونسي اليوم يصرف راتبه منذ الأيام الاولى من الشهر ويلجأ فيما بعد الى سحب راتبه «في الرّوج» كمال يقال وهكذا دواليك. وذكر من جهة أخرى أن التونسي أيضا يسأل عن موعد صرف المنح الاضافية قبل أشهر. وتعتبر الوضعية الحالية حسب كمال حساسة جدا وتتطلب البحث في سبل ملاءمة الرواتب مع متطلبات الحياة. وانتقل للحديث عن القروض من البنوك قائلا: «أنها تستغل الفرصة للنيل من جيب التونسي وتركه مرهونا مدى الحياة بفرض فوائض منتفخة». وأشار الى أنه في غياب المنافسة بين البنوك ليس للمواطن من حلّ غير التداين بالنسب والفوائض التي تقرّها على شططها. وأفاد محمد العباسي (موظّف) متحدثا عن الديون بأن المواطن التونسي اليوم صار «شاشية هذا على رأس هذا» وليس لديه من خيار آخر غير الديون لتغطية مصاريف الأساسيات لا سيما منها المنزلية. وقال: «البنوك اليوم تعي هذه المسألة وتلبية لاغراضها التجارية تعرض على المواطن المرهون بقرض مدّه بقرض آخر بمجرد خلاص نصف الدين الأول. وعرّج بأن المواطن التونسي يرغب في الرفاه والحياة الكريمة لكن امكانياته محدودة ومثل هذه الاجراءات تجعله يندفع الى البنوك ويظل أسيرها. وقال صاحب مطعم بالعاصمة «الله غالب» ليس لنا من خيار آخر غير التداين لشراء منزل أو سيارة أو حاسوب وغيرها. وأضاف تزايدت قيمة الاقبال على التداين مع كثرة «العناد» بين المعارف والأجوار حتى صار كل منّا يبحث عن منفذ للتداين والتمتع بنفس الأشياء التي يتمتع بها غيره. * مراجعة اتفق محدثونا على أن فوائض البنوك مجحفة ولا تتلاءم مع القدرة الشرائية للمواطن وبالتالي لابد من مراجعتها قبل دخول المنافسة الاجنبية خلال السنة القادمة وذكر رؤوف الغزواني ان فوائض البنوك المتعلقة خاصة بالمنزل والسيارة مرتفعة جدا لأن الذي يحصل على قرض لشراء منزل يدفع تقريبا الضعف بعد انتهاء سنوات السّداد، وأضاف أن البنوك ربما لها الحق في فرض فوائض مرتفعة عند اسناد قروض استثمار بينما قروض السيارة والمنزل لا تستحق كل تلك الفوائض فهي أساسيات وتهمّ الشريحة الأكبر من المجتمع التونسي.