دعا الرئيس الاميركي جورج بوش في خطابه عن حال الاتحاد الثلاثاء الاميركيين الى اعطاء فرصة لاستراتيجيته الجديدة في العراق التي لا تلبي تطلعات الاميركيين ولا الغالبية الجديدة في الكونغرس. وتأتي دعوة بوش هذه بينما يواجه تراجعا لا سابق له في شعبيته وتهديدا بشلل سياسي في مواجهة البرلمان الذي يهيمن عليه خصومه الديموقراطيون منذ مطلع الشهر الجاري. وقال بوش ان انسحابا مبكرا للاميركيين من العراق "سيشكل بالنسبة لاميركا سيناريو كابوس وبالنسبة للعدو الهدف الذي يسعى اليه". واضاف ان "بلدنا تتبع استراتيجية جديدة في العراق واطلب منهم منحها فرصة للعمل". وقال الرئيس الاميركي ان "عدوى العنف يمكن ان تنتقل الى الخارج وتؤدي الى جر المنطقة باسرها الى النزاع". واضاف ان الولاياتالمتحدة "لا تملك حق الفشل في العراق لانكم تدركون العواقب الوخيمة والواسعة لذلك". وشدد بوش على ضرورة ضمان امن بغداد. وقال "اذا تراجعت القوات الاميركية قبل احلال الامن في بغداد". واضاف ان "المتطرفين سيكتسحون الحكومة من كل جانب ويمكننا ان نتوقع معركة بين المتطرفين الشيعة المدعومين من ايران والمتطرفين السنة المدعومين من القاعدة ومؤيدي النظام السابق والعدوى يمكن ان تنتقل الى كل انحاء البلاد والمنطقة باسرها ستغرق في هذا النزاع". ومد بوش يده الى الديموقراطيين مقترحا ان يشكلوا مع اصدقائه الجمهوريين "مجلسا استشاريا خاصا" من اجل "تقاسم الافكار" حول الحرب و"البرهنة لاعدائنا اننا متحدون في ارادتنا للنصر". كما عرض عليهم العمل معا في مبادرات سياسية داخلية مثل خفض استهلاك الاميركيين للمحروقات بنسبة عشرين بالمئة خلال عشر سنوات. لكنه دافع بشدة عن قراره ارسال 21500 جندي اضافي لمنع العراق من الغرق في الفوضى معتبرا ان ذلك يشكل "افضل فرصة لتحقيق النجاح". وكان بوش يتحدث الى مجلس تعارض غالبيته السياسة التي يتبعها للمرة الاولى منذ ست سنوات. وكان يتحدث على المنبر والى جانبه نائبه الوفي ديك تشيني والرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي التي تعد من اشد خصومه. وساهم العراق الى حد كبير في هزيمة الجمهوريين في الانتخابات بينما انضم جمهوريون مهمون الى صفوف الديموقراطيين في المعارضة لخطة بوش. وكشف استطلاع للرأي نشرت صحيفة "واشنطن بوست" ومحطة "اي بي سي" نتائجه ان سياسة بوش لا تلقى قبول سبعين بالمئة من الاميركيين وخطته تعزيز القوات الاميركية في العراق مرفوضة من قبل 66% منهم . وفي الاستطلاع نفسه قال 33% من الاميركيين انهم راضون عن اداء بوش بشكل عام مقابل 65% يعارضونه في اسوأ نتيجة تسجل لبوش منذ توليه الرئاسة. وفي اطار سعيه ليثبت انه لن يواجه اي عزلة وحتى جمود ناجم عن حرب العراق وتعايش مع كونغرس معارض له اصر بوش على مجالات يرى انه من الممكن تحقيق تفاهم بشأنها مثل الطاقة والصحة والهجرة والتعليم. واعلن عن عزمه على العمل مع الكونغرس لتعزيز المعايير المفروضة على السيارات الخاصة وتشجيع الطاقات البديلة والمتجددة بهدف خفض استهلاك المحروقات بنسبة عشرين بالمئة بحلول 2017 . وباسم امن الامدادات اعلن بوش عن زيادة المخزون الاستراتيجي الاميركي بمقدار الضعف بحلول 2027 . كما اقترح خفضا في الضرائب لتسهيل تأمين تغطية صحية لا يملكها حاليا اكثر من اربعين مليون اميركي. وفي ردهم الرسمي على خطاب بوش دعا الديموقراطيون الرئيس الاميركي الى تغيير "فوري" في السياسة في العراق تسمح للقوات بمغادرة هذا البلد "قريبا". وقالوا ان "غالبية البلاد لم تعد تؤيد الحرب وكذلك الامر غالبية عسكريينا". 24/01/2007 - 06:24