استطاعت فتاة تونسية أن تتعرف، وعن طريق الصدفة، على أمها لأول مرة منذ ثلاثين عاما في حفل زفاف، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة "الأنوار" السبت 3-3-2007 التي قالت إن الصدف شاءت أن تجتمع البنت بأمها بعد ثلاثين سنة من الغربة والضياع، وقالت كذلك إن الأقدار شاءت أن تجلس الأم وابنتها على نفس المائدة. وأضافت الصحيفة أنه حين بدأت الفتاة تروي قصتها المؤلمة لعدد من النسوة بأنها لا تعرف أمها وانها بحاجة لام أو لأخت تخفف من آلامها "لم تتمالك الام الحاضرة نفسها وانهمرت دموعها قبل ان تعانق بشدة فلذة كبدها وسط ذهول الحاضرين". وعقب حفل الزفاف الذي أقيم بجهة العمران الاعلى بالعاصمة تونس اعترفت الام رسميا بابنتها وكشفت أنها أنجبتها بصفة غير شرعية من عشيقها منذ ثلاثين عاما. كما أدلت الام بالهوية الكاملة للاب المفترض لهذه البنت وينتظر ان تجرى عليه فحوص التحليل الجيني لاثبات النسب، غير أن وكالة "رويترز" التي نقلت الخبر عن الصحيفة التونسية لم توضح كيف تمكنت الأم من التعرف على ابنتها وأين كانت تلك الفتاة تعيش. بالمقابل أكدت الباحثة التونسية سامية بن مسعود منسقة برنامج رعاية "الأمهات العازبات" في جمعية «أمل» في أحاديث صحفية سابقة أن عدد الأمهات العازبات يبلغ في تونس حوالي 1060 أما كل سنة وأن هذا الرقم يشهد ارتفاعا ملحوظا من سنة إلى أخرى. وذكرت بن مسعود أنه تم في سنة 2000 تسجيل 384 حالة ولادة من هذا الصنف في تونس الكبرى فقط في حين أن عدد الأمهات العازبات بلغ 456 أما في هذا الإقليم خلال سنة 2004. وأكدت الباحثة أن هذا المؤشر لا يعكس الأرقام الحقيقة وذلك لأن بعض الولادات غير معلن عنها وتتم في المصحات الخاصة والمنازل كما أن هناك تصاريح خاطئة، وهو ما يجعل العدد الحقيقي للامهات العازبات أكبر من ذلك بكثير.