دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الي التعاون وضم جهود البلدين في مكافحة الإرهاب بعد العمليات التي طالت البلدين في الشهور الثلاثة الأخيرة. وقال بوتفليقة في رسالة تهنئة بعث بها الي الرئيس التونسي بمناسبة عيد الإستقلال الذي يحتفل به في 20 اذار/مارس من كل سنة أؤكد لكم ما يحدوني من إرادة قوية وعزم راسخ علي تمتين وشائج الأخوة والتعاون المثمر بين بلدينا.. بما يدفع عنهما الأخطار الخارجية والداخلية علي السواء". وأضاف بوتفليقة وقد أظهرت الأحداث الجارية في بعض بلدان منطقتنا مدي تأثيرها علي كل شعوبنا ومدي ما تطرحه من تهديدات وتحديات في مجالات التنمية الحيوية يعجز كل شعب علي التصدي لها منفردا فما بالكم إذا اتسمت بعض هذه الأحداث بالعنف والإرهاب وطالت شعبين شقيقين شريكي عنان في السراء والضراء كما دلت عليه العمليات الإرهابية التي تقع من حين إلي حين في الجزائر أو في تونس". وشدد بوتفليقة علي أن هذه الأحداث مترابطة هدفها واحد وهو إثارة الفتنة وضرب حسن الجوار وزعزعة الإستقرار وإلحاق الضرر بالشعبين دون تمييز الأمر الذي يوجب علينا ليس مواجهتها فحسب بل العمل علي قطع دابرها والقضاء علي بذرتها في تربتها أيا يكون المكان الذي تغرس فيه". واكد بوتفليقة أن إلحاق الهزيمة بالإرهاب يمهد الطريق لاستقرار مكين وتطوير أكيد وتنمية شاملة طالما تطلع اليها شعبانا وانتظرا أن تأتي أكلها ليواكبا مسيرة عصرهما . وكانت سلسلة تفجيرات هزت بعض المناطق الجزائرية خلفت قتلي وجرحي في صفوف قوات الأمن والجيش والمدنيين والأجانب. وقد تبني تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (الجماعة السلفية سابقا) هذه العمليات وتوعد الحكومة ومن وصفهم بالصليبيين واليهود والمرتدين بالقتل اينما كانوا. كما عرفت تونس أوائل العام الجاري أعنف اشتباك بين الحكومة وعناصر مسلحة لها انتماءات سلفية إرهابية بحسب قول الحكومة. وقال وزير الداخلية التونسي رفيق بلحاج قاسم أن جماعة مسلحة اشتبكت مع قوات الأمن التونسي مرتين، الأولي في 23 كانون الأول/ديسمبر والثانية يوم 30 كانون الثاني/يناير الماضيين، مشيرا الي أن المجموعة تتكون من 21 مسلحا بينهم ستة تسللوا من الجزائر للانضمام إلي المجموعة. وكشف أن المجموعة خططت لضرب سفارات وقنصليات ودبلوماسيين وتم العثور بحوزتها علي كمية من المتفجرات والقنابل. وقال أن الإشتباكين أسفرا عن مقتل 12 من عناصر المجموعة واعتقال ال15 الآخرين، فيما قتل رجل أمن وأصيب اثنان. وأكد وزير الداخلية الجزائرية نور الدين يزيد زرهوني أن التنسيق الامني مع تونس أثبت علاقة الجماعة السلفية الجزائرية بالعمليتين. وقال زرهوني أن بلاده لطالما ساورتها شكوك بشأن علاقة الجماعة السلفية بمسلحين تونسيين . وسبق أن ألقت الأجهزة الأمنية الجزائرية القبض قبل أربعة أشهر علي تونسيين اثنين بمنطقة الجبابرة ببلدية مفتاح (40كلم) جنوبي العاصمة الجزائرية، اعترفا أثناء التحقيق بأنهما دخلا من ليبيا للالتحاق بالجماعة السلفية التي تحولت الي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي . وتناولت تقارير أمنية عامي 2005 و2006، انضمام العديد من الجهاديين التونسيين الي معاقل التنظيم المتشدد، بعضهم تعرض للإعتقال وتم تسليمه الي السلطات التونسية.