رفضت اسرائيل الخميس مبادرة السلام التي تبنتها القمة العربية في الرياض كما هي ودعت الى مفاوضات تتيح لكل طرف الدفاع عن مواقفه لبلوغ تسوية في الشرق الاوسط. وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز للاذاعة العامة "من المستحيل القول: عليكم ان تقبلوا بما نعرضه عليكم كما هو. المفاوضات لن يكون لها معنى في حال وافقت اسرائيل على هذه المبادرة". واضاف بيريز ردا على خطاب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاربعاء لدى افتتاح قمة الرياض "لن يتوصل الفلسطينيون ولا العرب ولا نحن الى نتيجة بواسطة الفرض". لكن وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط قال الخميس لوكالة فرانس برس في الرياض ان العرب لن يعتبروا ان الرد الاسرائيلي الرافض لمبادرة السلام بصيغتها الحالية "هو الرد النهائي". من جهته قال عمرو موسى على هامش القمة العربية في الرياض ردا على تصريحات بيريز "هو يقول الذي يريد ان يقوله". واضاف في حديث مع فرانس برس "نحن لسنا مقتنعين بالموقف الاسرائيلي ولم نتعامل معه ما لم يكن عندهم تحرك وتغير في سياستهم باتجاه السلام". وتابع "ان سياستهم لا تؤدي الى السلام". وكان موسى خاطب الاسرائيليين في مستهل القمة "نقول لهم اقبلوها (المبادرة) اولا وتعالوا الى مائدة التفاوض لعلنا نصل الى حل عادل ومقبول من الجميع يتمشى مع القانون الدولي وقرارات مجلس الامن ومبدأ الارض مقابل السلام". ويرفض المسؤولون الاسرائيليون اعتبار مبادرة السلام هذه نقطة انطلاق ويتحفظون خصوصا عن بنود في هذه الوثيقة تتصل بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى اراضيهم وبحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية اي مدى الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وفي هذا السياق قال وزير الشؤون الاجتماعية وعضو الحكومة الامنية المصغرة العمالي اسحق هرتسوغ ان "اسرائيل لديها مشكلة مع هذه المبادرة خصوصا بشأن حق عودة اللاجئين". واضاف "من المستحيل ان تقبل اسرائيل كذلك المواقف العربية بحرفيتها بشأن حدود" الدولة الفلسطينية المقبلة. واقرت قمة الرياض الاربعاء بالاجماع قرارا بتفعيل مبادرة السلام العربية التي اقرت في بيروت عام 2002. وجاء في القرار "تأكيد تمسك جميع الدول العربية بمبادرة السلام العربية كما اقرتها قمة بيروت عام 2002 بكافة عناصرها والمستندة الى قرارات الشرعية الدولية ومبادئها لانهاء النزاع العربي الاسرائيلي واقامة السلام الشامل والعادل الذي يحقق الامن لجميع دول المنطقة ويمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". ودعا مجلس الجامعة العربية "حكومة اسرائيل والاسرائيليين جميعا الى قبول مبادرة السلام العربية واغتنام الفرصة السانحة لاستئناف عملية المفاوضات المباشرة والجدية على المسارات كافة". بدوره وصف سيلفان شالوم عضو تكتل ليكود (يمين) المعارض ووزير الخارجية السابق قمة الرياض بانها "مخيبة للامال". واعتبر ان "البلدان العربية لا تقترح سلاما فعليا على الحكومة ان ترفض بوضوح هذه المبادرة لان القبول بها يعني نهاية دولة اسرائيل". ويرى المسؤولون الاسرائيليون انه لا يمكن القبول بمبادرة السلام العربية الا في حال نصت على عودة اللاجئين الى مناطق يسيطر عليها الفلسطينيون وليس الى اسرائيل الامر الذي يرفضه الفلسطينيون بدعم من العرب. لكن افراييم هاليفي المدير السابق للموساد (الاستخبارات الاسرائيلية) تحدث خلال لقاء مع الصحافيين عما يعتبره تناقضا في الموقف الاسرائيلي. وقال هليفي "في خارطة الطريق (خطة السلام الدولية) تشكل المبادرة السعودية عنصرا مهما والمفارقة ان الحكومة الاسرائيلية قبلت عمليا بخارطة الطريق هذه".