عبر الجزائريون الذين أغضبهم أسوأ تفجيرات في عدة سنوات عن مخاوفهم يوم الخميس من احتمال العودة الى الصراع السياسي الدامي في التسعينات من القرن الماضي. وقالت صحيفة ليبرتيه اليومية "هجمات الجزائر ايقظت شياطين العنف الذي اعتقدنا أنه تم احتوائه." ونشرت الشرطة المزيد من نقاط التفتيش ودوريات الحراسة في أنحاء المدينة التي تطل على البحر المتوسط بعد هجمات يوم الاربعاء الانتحارية التي قتل فيها 33 شخصا وأصيب أكثر من 200 آخرين. وقال محمد ربحي وهو طالب شاب كان يشرب القهوة في ميدان بوسط الجزائر "اعتقدنا ان ايام الرعب انتهت. انني مازلت أشعر بصدمة..." وقال رجل عمره 60 عاما "الخوف عاد." واضاف "طلبت من شقيقي الاصغر أن يتوخى الحذر عندما يستقل وسائل النقل العام. لا يعرف أحد ماذا يمكن ان يحدث." وألقى البعض باللوم بطريقة غير مباشرة في المذبحة التي وقعت يوم الاربعاء على الحكومة قائلين إنها كانت متساهلة للغاية مع المتمردين الاسلاميين بموجب سياسة خاطئة للمصالحة الوطنية. وقال محمد وهو ميكانيكي سيارات "يجب وضع الارهابيين امام الحائط وضربهم بالرصاص. وكفى اليد الممدودة بالسلام." وعبر كثيرون عن الخوف من أن التفجيرات ستدفع الجزائر نحو أعمال العنف الشديدة في التسعينات من القرن الماضي عندما خاض عشرات الوف المتشددين الاسلاميين معارك ضد قوات الامن في أنحاء البلاد. وقال عمر بلهوشات رئيس تحرير صحيفة الوطن التي تصدر بالفرنسية "الارهاب لا يخيف الجزائريين. ما يخشاه الجزائريون هو الاستسلام والضعف والتنازلات من جانب اولئك الذين عليهم مهمة انقاذ الجزائر من الازمة." وكان بلهوشات يعكس انتقادات اشخاص شككوا في فاعلية جهود مكافحة الارهاب وتساءل عما اذا كان برنامج العفو الطموح هو السبب. وأعلن تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي المسؤولية عن التفجيرات. ولم يتسن على الفور التحقق من هذا الاعلان لكن القاعدة التي كانت تعرف في السابق باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال أعلنت مسؤوليتها عن عدد من الهجمات القاتلة ضد قوات الأمن والأجانب في الجزائر منذ يناير كانون الثاني. من وليام ماكلين