صرح زرهوني للصحافة، أمس، على هامش زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى معهد باستور بدالي ابراهيم، بأن ''الأمريكيين يتعاملون معنا مثل البط البري''· وقد تلفظ الوزير الجملة بالفرنسية، وهي تعبير شائع في لغة الفرنسيين ويعني الكائن الذي لا يصلح إلا للاصطياد· وقد جاء التصريح على لسان وزير الداخلية عاكسا لتذمر السلطات تجاه مضمون المذكرة الذي تحدث عن ''معلومات غير مؤكدة'' حول استهداف مقر البريد المركزي ومبنى التلفزيون· وخلال زيارة بوتفليقة لمبنى مجلس قضاء الجزائر الجديد بحي رويسو، عاد زرهوني إلى نفس الموضوع، ولكن كان أكثر وضوحا ودقة، حيث قال: ''إن هذه المعلومات من شأنها أن تثير الفزع في أوساط المواطنين، ولكن من له فائدة في إثارة الفزع''· وتابع زرهوني: ''ينبغي أن تلعبوا دوركم أنتم أيضا، بلغوا مواقفكم بخصوص هذا الموضوع في كتاباتكم''· وأضاف: ''أعتقد أن الأمر ينطوي على مؤامرة، ولا حاجة إلى رد فعل من السلطات للتأكيد على أنها مناورة''· مشيرا إلى أن تحذيرات السفارة ''تثير تساؤلات''، من دون تقديم تفاصيل· وكانت السفارة سحبت المذكرة من موقعها الإلكتروني، صباح أول أمس، ساعات قليلة فقط بعد نشرها، الأمر الذي يترك احتمالا بأن دبلوماسيي السفارة تصرفوا دون العودة إلى وزارة الخارجية الأمريكية· ويوجد السفير روبرتس فورد حاليا في بلده، بعد زيارة قادته إلى العراق الأسبوع الماضي· وكان أحمد أويحيى، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، صرح للتلفزيون، أول أمس، أن تصرف السفارة ''يتنافى مع الأعراف الدولية''· وقال لما سئل في الموضوع: ''أنا لم أطلع على البيان ولم أتأكد منه، لكن إذا كان الخبر صحيحا فهذا أمر غريب''· وتابع بأن الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية تجريان تنسيقا في مجال مكافحة الإرهاب، ''فإذا كانت بحوزة الأمريكيين معلومات بهذا الشأن كان ينبغي تقديمها للمصالح المعنية بالجزائر''· وفي سياق متصل، أعلن وزير الداخلية بأن مصالح الأمن تعرفت على هوية الانتحاريين ''الزبير أبو ساجدة'' و''أبو دجانة''، منفذي تفجيرات محافظة شرطة باب الزوار، لكنه تحفظ على الكشف عن اسميهما· وقد تم التعرف على هوية مفجر مبنى رئاسة الحكومة (مروان بودينة) من طرف ذويه ومعارفه، فترة قليلة بعد الانفجار، بفضل الصورة التي ظهر فيها مكشوف الوجه عكس ''الزبير'' و''أبو دجانة'' اللذين كانا ملثمين· وقد ظهر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أمس، لأول مرة بعد التفجيرات الانتحارية، حيث زار مخابر معهد باستور بدالي ابراهيم، والمركز الوطني لسير النظام الكهربائي بجسر قسنطينة، ومبنى مجلس قضاء الجزائر الجديد بحي رويسو· وتوقف في آخر محطة في خروجه الميداني، ببعض الأقسام الجراحية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي لتفقد أوضاع جرحى تفجيرات الأربعاء الماضي· ومن أكثر المشاهد درامية من بين الضحايا، حالة الطفل أمين ذي الخمس سنوات، الذي يعالج بقسم جراحة الأطفال بسبب فقدانه البصر متأثرا بشظايا تفجير قصر الحكومة· ودخل بوتفليقة إلى حجرة الطفل فوجد والده يبكي حسرة عليه· وكان أمين رفقة والدته لحظة الانفجار ولقيت نفس المصير· وقال الوالد متوجها إلى الرئيس: ''إنني أضع ابني أمانة بين يديكم''· وطلب من أمين مصافحة الرئيس بقوله: ''لقد جاء العم بوتفليقة ليزورك·· إنهض لتتحدث إليه''· أما الرئيس فوضع يده على جسم الطفل المتأثر بالشظايا، وقال له: ''لا تخف يا سي أمين لا بأس عليك''· ثم التفت إلى والده وقال: ''إن ربي على كل شيء قدير''·