نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس خلال الاسبوع الفارط في احدى جرائم القتل العمد المسبوقة بالاغتصاب التي تورط فيها شاب عرف «بسفاح صفاقس» والذي اقترف خمس جرائم مماثلة، ثلاث منها بصفاقس واثنتان بالعاصمة.. تفاصيل هذه القضية التي جدت خلال شهر مارس من سنة 2004 تفيد أن الضحية شابة يناهز سنها الثلاثين عاما أم لطفلين (9 و5 سنوات) تقيم بمنزل عائلتها الواقع بطريق قابس كلم7 وتحديدا بمنطقة البدراني تعاني من مرض الاعصاب وتشكو من أمراض نفسية واضطرابات تفقدها وعيها وإدراكها في بعض الأحيان.. وبخطوها بعض الخطوات خارج البيت التقت الجاني الذي استدرجها إلى مكان مقفر وطلب منها تمكينه من نفسها وبعد ذلك استل من جيبه قضيبا حديديا يبلغ طوله حوالي 70 صم وسدد لها طعنة في المنطقة الواقعة تحت الاذنين.. ولم يكتف بذلك فقد عمد إلى خنقها بواسطة «فولارة» حتى ظن أنها لفظت أنفاسها الاخيرة خاصة وأنه شاهد بأم عينيه الدماء تنزف منها بغزارة ثم غادر مسرح جريمته وكأن شيئا لم يكن ليعود إلى مسقط رأسه بالساحل.. تاركا ضحيته تتخبط فيه دمائها إلا أنها تمكنت من التوجه إلى مسكن عائلتها لتسقط أمام عتبته إلى حين ان تم العثور عليها جثة هامدة من طرف أحد الأجوار الذي غادر منزله في حدود الساعة السادسة وربع صباحا للتحول الى مقر عمله ففوجىء بجارته الشابة مفارقة للحياة.. فسارع بإعلام عائلتها الذين عجلوا بدورهم بإبلاغ أعوان فرقة الشرطة العدلية بصفاقس الجنوبية الذين تحولوا على جناح السرعة إلى مكان الواقعة ليتقدم أحد قضاة التحقيق الذي أذن بوضع الجثة إلى قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة لتحديد أسباب الوفاة ولتنطلق إثر ذلك تحريات أعوان الفرقة الذين ورغم مجهوداتهم الكبيرة إلا أنهم لم يتوصلوا للكشف عن هوية الجاني الحقيقي بعد أن شمل البحث زوجها الذي تبين بعد اخضاعه لجملة من التحقيقات أنه بريء من دمائها ليتم تسجيل القضية ضد مجهول. لم يكن ليقع القاتل في قبضة أعوان فرقة الشرطة العدلية بصفاقس الشمالية خلال السنة الفارطة لولا عودته المفاجئة إلى مدينة صفاقس ليتأكد من وفاة آخر ضحاياه وهو كهل الاربعين الذي تم العثور على جثته بمنزله وهو عبارة عن «برج عربي» يقطنه هذا الكهل الاعزب بمفرده. خلال شهر رمضان قبل الفارط وقد أثبتت التحريات الامنية أنه تعرض إلى عملية اعتداء بالعنف والطعن مثلما حدث لام الطفلين وقبلها بنت الخمس سنوات أصيلة المحرص والتي تم العثور على جثتها بمنطقة الشفار وأيضا طفلتين بالعاصمة نالهما ما نال ضحايا صفاقس. فالقاتل المهوس بالدماء والقتل جاء إلى مدينة صفاقس وتحديدا إلى احدى المقاهي الواقعة بطريق الافران للتأكد من وفاة كهل الاربعين فقد تركه في بيته يتخبط في دمائه ولكنه لم يتلق اية معلومات حول مفارقته للحياة فاتخذ من احدى الطاولات مجلسا له للاستفسار عن هذا الكهل بين رواد المقهى مما أثار ريبة احدهم فسارع بإبلاغ اعوان فرقة الشرطة العدلية بصفاقس الشمالية الذين حلوا على جناح السرعة بالمقهى حيث ألقوا القبض على الجاني الذي باخضاعه للتحقيقات حاول في بادىء الامر المراوغة ولكن بتشديد الخناق عليه انهار واعترف باقترافه لخمس جرائم قتل ثلاثة منها بصفاقس واثنين بالعاصمة.. وبمثوله صبيحة الخميس الفارط أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس من أجل النظر في جريمة خنق سيدة الثلاثين عاما أجلت الهيئة الموقرة اصدار الحكم بطلب من لسان دفاع القائم بالحق الشخصي الذي شكك في اقتراف منوبه لتلك الجريمة مستندا في ذلك إلى بعد المسافة الفاصلة بين مكان الواقعة والمكان الذي تم العثور فيه على الجثة رغم اعتراف منوبه الصريح في جميع أطوار التخفيف مؤكدا أنه مختل المدارك والحال أن تقرير الطب الشرعي أثبت تحمله لمسؤوليته الجزائية عن الافعال المنسوبة إليه.