لأول مرة في حدث رسمي عام تظهر خطيبة جمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) المنعقد حاليا في منتجع شرم الشيخ المصري. وفي الصف الأول جلست خديجة الجمال، التي تمت خطبتها في مارس الماضي، بين جمال ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في افتتاح قمة المنتدى السبت 20-5-2006 في المنتجع المطل على البحر الأحمر. وخلال فعاليات المنتدى اصطحب نجل الرئيس خطيبته لحضور عدد من الجلسات والندوات التي حفل بها مقر المنتدى، في الوقت الذي حرص فيه عدد كبير من المسئولين والضيوف الأجانب على التعرف عليها وتهنئتها بالخطوبة. وخطفت خديجة الأضواء من جميع المشاركين المصريين والأجانب في فعاليات المنتدى؛ حيث حرص المصورون الصحفيون على التقاط صورها في أثناء إلقاء الرئيس المصري كلمته في افتتاح قمة دافوس، وكذلك الحديث معها بعد انتهاء الكلمة، بحسب ما نشرته صحيفة "المصري اليوم" الأحد 21-5-2006. غير أن خديجة، التي ظهرت في ملابس شبابية، حرصت على عدم الحديث لوسائل الإعلام، فيما لم يفارقها نجل الرئيس، وحاول الحيلولة دون وصول الإعلاميين إليها، كما لم تنشر الصحف المصرية سوى صورة واحدة لخديجة التي تصغر خطيبها جمال (42 عاما) بحوالي 20 عاما. ويأتي هذا الظهور الإعلامي لنجل الرئيس مع خطيبته فيما تتوالى مؤشرات صعود نجمه السياسي في الأشهر القليلة الماضية. فبعد توليه منصب أمين عام لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم قبل أكثر من ثلاثة أعوام أسند إليه أيضا مطلع العام الجاري منصب أمين عام مساعد الحزب؛ وهو ما اعتبره مراقبون خطوة جديدة على طريق تصعيده سياسيا. كما قام جمال مبارك بزيارة لافتة للبيت الأبيض في الثاني عشر من مايو الجاري، أضفي عليها طابع السرية في البداية قبل أن تكشفها وسائل الإعلام. وقالت مصادر إعلامية متعددة: إن هذه الزيارة استهدفت خفض التوتر بين واشنطن والقاهرة على خلفية الانتقادات الأمريكية لقمع مظاهرات المعارضة الأخيرة في مصر. وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن نجل الرئيس عبر خلال زيارته عن حرص الحكومة المصرية على الديمقراطية، إلا أنه رأى أن الإصلاح عملية "طويلة المدى" وقد تشهد "انتكاسات"، وهي نفس الرؤية التي يعبر عنها دوما الرئيس مبارك. وعلقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على الزيارة بقولها: "إنه أمر غير عادي أن ينال مواطن أجنبي ليس له صفة رسمية هذا الاهتمام البالغ" من جانب الإدارة الأمريكية. ويرى المراقبون والمحللون السياسيون أن الرئيس مبارك يعد ابنه جمال لتولي سدة الرئاسة خلفا له، بالرغم من نفي الرئيس وجمال خطط التوريث التي تعارضها التيارات السياسية في مصر. وإذا أصبح جمال مبارك رئيسا لمصر خلفا لوالده، حسبما تتوقع المعارضة ومحللون سياسيون، فستصبح خديجة سيدة مصر الأولى، وهي الشخصية التي لعبت دورا بارزا في عهد مبارك وسلفه الرئيس الراحل أنور السادات. طابع سياسي ورغم البعد الاقتصادي للمنتدى العالمي فإن الطابع السياسي طغى على تصريحات الرئيس المصري ورئيس حكومته أحمد نظيف؛ حيث أكدا فيها على ضرورة التمهل في عملية الإصلاح السياسي، وعدم اتخاذ خطوات متعجلة. وبرر الرئيس المصري ذلك التوجه بأنه يهدف تجنب حدوث فوضى في المنطقة أو انتكاسة إصلاحية، فيما أرجعه نظيف إلى الصعود السياسي للإسلاميين بعد النجاحات التي حققوها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مصر وبلدان عربية أخرى، ملمحا إلى "فزاعة الإسلاميين" التي تثير المخاوف الغربية. كما هون نظيف من حجم المعارضة المصرية، واعتبر أن الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها مصر للمطالبة بالديمقراطية أعمال "مجموعات مصالح".