من خلال بعض المصادر الاعلامية الموثوقة بالعاصمة تونس فقد اثار ساركوزي مساء الثلاثاء مع نظيره التونسي حالات انتهاك لحقوق الانسان غير انه اوضح ان تونس تحرز "تقدما" على درب الديمقراطية. وأوضح ساركوزي خلال مؤتمر صحافي وفي سياق التقييم للتجربة التونسية من زواياها الحقوقية والسياسية مضى الرئيس الفرنسي قدما في الافادة بما يلي : بينها الذي حكم عليه في 2005 بالسجن لعام ونصف العام بسبب نشره مقالا على الانترنت شبه فيه ممارسات تعذيب في تونس بتلك التي ارتكبها جنود اميركيون في سجن ابو غريب في العراق. وكالعادة لم يكن تقييم الأوضاع التونسية من زواياها الاقتصادية شاذا عن منظومة تصريحات فرنسية وغربية رسمية بهذا الصدد حيث ذكر ساراكوزي جارته التونسية في معرض المدح والاثناء مع اضفاء صورة وردية عن المسار الديمقراطي بها : أما موضوع التصدي للارهاب من قبل تونس الرسمية فهو مجال اخر يحظى بشهادات الاستحسان الغربية والفرنسية ولذلك فان تصريحات ساراكوزي حول الموضوع لم تشذ عن هذا السياق , حيث أشاد بالكفاح الذي تخوضه تونس . ومن ثمة فقد كان مثل هذا الموضوع المطروح بقوة على الأجندة الأمريكية في علاقتها بدول شمال افريقيا ودول الاتحاد المغاربي , موضوع مباحثة رسمية فرنسية بينه وبين الرئيس بن علي ,اذ عبر في تصريح لافت "عن ترحيبه الكبير باستئناف تعاون وثيق بين اجهزة مكافحة الارهاب في تونس وفرنسا". وعلى العموم فان مثل هذه الزيارة الساراكوزية للجزائر وتونس تكون في تقدير المحلل مساهمة في توثيق علاقات البلدين بالدولة الفرنسية ومن ثمة دعم فرص الاستقرار الداخلي والاقليمي ولو على حساب الأوضاع الحقوقية والسياسية غير المريحة ببعض دول المغرب العربي , وهي من زاوية أخرى تكشف عن ترجيح الكفة الجزائرية في علاقتها بجبهة البوليساريو وهو مايجعل المغرب الأقصى في حالة قلق أمام مايمكن أن تشكله الظاهرة الساراكوزية من تحولات في السياسة الخارجية تجاه موضوع طالما حظي بالتفهم الشيراكي والدعم الفرنسي الرسمي في المحافل الدولية . حرره مرسل الكسيبي* بتاريخ 11 يوليو - تموز 2007- 26 جمادى الثانية 1428 ه . * * *كاتب واعلامي تونسي/رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية :