علمنا من مصادر مطلعة بأن الجلسة الثالثة لقضية "إعتصام ميدان الشهداء" والتي دامت لمدة ساعتين صباح الأمس الأحد 15 يوليو 2007 بمحكمة "الإدعاء الشعبي" بطرابلس كانت "ساخنة", حيث قام المتهمون بالرد على التهم الموجهة اليهم ودخلوا في نقاشات مطولة مع القاضي. المتهمون نفوا جل التهم الموجهة اليهم بينما اقر بوفايد والمحامي المهدي حميد بحدوث اتصال بينهم وبين مسؤولين في السفارة الأمريكية بطرابلس غير أنهم أكدوا بأن هذا الإتصال لم يكن من باب التعامل مع جهات خارجية بنية تعريض أمن البلاد للخطر أو تسريب معلومات وانما لمجرد إعلامهم بنيتهم في الإعتصام السلمي ودعوتهم لمراقبة هذا الإعتصام. وفيما يتعلق بتهمة تجميع الأموال بحجة تسخيرها للتآمر على النظام وسلطة الشعب فقد طلب احد المتهمين ايضاح قيمة المبلغ الذي تم جمعه غير ان القاضي الذي بدى واضحا أنه أحرج بهذا السؤال لم يتمكن من تقديم اى إجابة. وهنا اوضح احد المتهمين بأن المبلغ لم يتجاوز المائة دينار وهى لغرض إعداد اللافتات وتكبير الصور وليست للتآمر على أحد. وفي رد للدكتور ادريس بوفايد على التهمة الموجهة اليه بتشكيل حزب سياسي, أجاب بوفايد: " انا لم أشكل حزب وانما حركة للإصلاح وسوف أشكل حزبا في الوقت المناسب ان شاء الله". ولقد لوحظت على ردود المتهمين ومداخلاتهم في هذه الجلسة الجرأة كما تعرضهم بشكل دقيق للأسباب التي دفعتهم للدعوة للإعتصام بما فيها الأحوال المتردية للبلاد وقمع الحريات وانتهاكات حقوق الإنسان. كما ظهر واضحا عدم رضى القاضي على هذه الردود من خلال محاولاته المتكررة توجيه الحديث وجهة اخرى بعيدة عن انتقاد النظام السياسي. ويبقى القلق محيطا بأسباب تغيب جمعة بوفايد (شقيق الدكتور بوفايد) والذي لم يحضر جلسات المحكمة منذ بداياتها ولايعرف احد مكان إعتقاله, كذلك لا توجد اى معلومات عن مصير متهم اخر وهو عبد الرحمن القطيوي الذي هو ايضا تغيب عن كل الجلسات ولا يعرف مكان إعتقاله الى اليوم. ولقد تحدث في هذه الجلسة الكاتب فريد الزوي مدافعا عن نفسه وقد أشار في معرض حديثه الى حالة ابنته الصحية المتردية (السجين لا يعلم بعد بوفاة ابنته) ,وكيف انه حاول مرارا وتكرارا الحصول على دعم مادي من الدولة لنقلها للعلاج بالخارج دون جدوى ,بينما تحصل"اخرون" على موافقات للعلاج بالخارج في حالات أبسط بكثير من حالة ابنته. كما تحدث السجين احمد يوسف العبيدي (معاق) وهو جالس بسبب حالته الصحية وقد كرر طلبه للمحكمة بضرورة ان ينقل الى المستشفى للعلاج ,حيث ان الام رجله أصبحت لا تطاق. الى جانب هذا فإن السجين الصادق صالح حميد أيضا يعاني من تردي في حالته الصحية ويحتاج الى العلاج وقد تقدمت محاميته بطلب للمحكمة بهذا الخصوص. وبعد ساعتين من المداولات القضائية قرر القاضي رفع الجلسة بعد أن حدد يوم الرابع من أغسطس موعدا للجلسة القادمة والتي يرجح ان لا تقل "سخونة" عن جلسة اليوم.