اعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف الاربعاء ان بلاده تخوض مواجهة مفتوحة مع المتطرفين الاسلاميين الذين سنوا في الايام الخمسة الاخيرة مجموعة عمليات انتحارية واعتداءات في البلاد. غير ان مشرف الذي يتولى ايضا مهام قائد الجيش اكتفى بالاعلان عن ارسال حوالى ثلاثين الف عنصر من الشرطة والقوات شبه العسكرية قبل نهاية السنة الى المنطقة القبلية المحاذية لافغانستان لتعزيز القوات المنتشرة فيها وقوامها ثمانون الى تسعين الف عنصر. وفي المقابل استبعد مشرف اعلان حال الطوارئ او تعليق الانتخابات التشريعية المقررة في نهاية العام الجاري او مطلع العام 2008 نافيا بذلك شائعات انتشرت بهذا الصدد. وقال خلال لقاء مع الصحافيين الباكستانيين "اننا في مواجهة مفتوحة مع قوى التطرف. انها معركة بين المعتدلين والمتطرفين". وقال مشرف الذي تولى السلطة اثر انقلاب عسكري عام 1999 "لدينا تصور واضح للجهات التي تقف خلف كل هذا (..) علينا مهاجمة الذين ينظمون" هذه الاعتداءات. وضاعفت واشنطن في الايام الاخيرة التصريحات والتحذيرات داعية باكستان احد حلفائها الرئيسيين في "حربها ضد الارهاب" لشن هجوم واسع النطاق في المناطق القبلية حيث تؤكد ان حركة طالبان وتنظيم القاعدة اعادا تشكيل صفوفهما بدعم من المتطرفين الباكستانيين. وشن المتطرفون الباكستانيون في الايام الخمسة الاخيرة سلسلة عمليات انتحارية وهجمات على قوات الامن الباكستانية في المناطق القبلية المحاذية لافغانستان اوقعت ما لا يقل عن 91 قتيلا معظمهم من الجنود والشرطيين ووقع آخر هذه الاعتداءات الاربعاء واسفر عن مقتل 17 جنديا في كمين نصب في ولاية شمال وزيرستان التي ينشط فيها عناصر طالبان وقد قتل ايضا في العملية 17 من المهاجمين. ووقعت هذه الهجمات بعد ان دعا عدد من القادة المتطرفين الباكستانيين والمسؤول الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري الى الرد على اقتحام الجيش الباكستاني المسجد الاحمر في اسلام اباد حيث قتل ما لا يقل عن 75 متطرفا اسلاميا كانوا متحصنين فيه. ونفذت عملية انتحارية مساء الثلاثاء اوقعت 17 قتيلا على الاقل في قلب العاصمة اسلام اباد خلال تجمع للمعارضة وسارعت السلطات الى اتهام المتطرفين فيما اتهم قسم من المعارضة المؤلفة من احزاب دينية وعلمانية اجهزة الاستخبارات بالوقوف خلفها لتبرير بقاء مشرف في السلطة. وانتقدت الولاياتالمتحدة وكذلك الحكومة الافغانية حتى الان مشرف بعدم التصدي بالقوة الكافية للمتطرفين الاسلاميين في بلاده. وجاء في تقرير صادر عن اجهزة الاستخبارات الاميركية الثلاثاء ان القاعدة "حافظت او اعادت تشكيل بعض المقومات الاساسية من قدرتها على شن هجوم على الاراضي الاميركية" وحافظت كذلك على "قاعدة وقادة عمليات وعلى قيادتها" . واعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون اسيا الجنوبية والوسطى ريتشارد باوتشر على الفور "من الضروري القيام بتحرك عسكري".