ينتظر اهالي قرية العقبة في الضفة الغربية بنفد صبر حل مشكلتهم في الحصول على المياه المتوقف الى حد كبير على مصير شاحنة صهريج لنقل المياه تبرعت بها الحكومة اليابانية لتخفيف ازمتهم تحتجزه السلطات الاسرائيلية. ويرقد الصهريج منذ ايار/مايو الماضي في احدى ساحات ميناء اسدود الاسرائيلي بينما لايزال سكان العقبة (نحو 300 نسمة) ومواشيهم يواجهون حر الصيف بطرق تقليدية منهكة ومكلفة. ويقول سامي صادق رئيس مجلس العقبة في اتصال مع وكالة فرانس برس "لاادري ما الذي يدفع اسرائيل لاحتجاز الصهريج وكيف يمكن لذلك ان يشكل تهديدا لامنها". واستنادا الى مجلس قروي العقبة فان وزارة الدفاع الاسرائيلية "لم تعط اذنا لادارة الميناء بالافراج عن الصهريج وتسليمه" لمجلس القرية. واضاف ان "نحن نعاني اصلا بسبب رفض اسرائيل السماح لنا باقامة شبكة مياه والان وبعد ان تلقينا هذا التبرع السخي من اليابان تواجهنا اسرائيل بمزيد من القيود والعقوبات". ولم يتسن الحصول على تعليق من وزارة الدفاع الاسرائيلية ومكتب منسق شؤون المناطق (الاراضي المحتلة) فيها والادارة العسكرية في الضفة الغربية ردا على اسئلة فرانس برس. وتخضع قرية العقبة المجاورة لبلدة طوباس في شمال الضفة الغربية لسيطرة اسرائيلية كاملة ويقوم الجيش الاسرائيلي بتنفيذ تدريبات عسكرية على اراضيها. وقال صادق "تبلغ مساحة القرية نحو 3500 دونم لكن السلطات الاسرائيلية تحاصرنا في بقعة ضيقة منها وتسيطر على معظم الاراضي وتمنع المزرارعين والرعاة من التنقل فيها". وكانت العقبة نجحت عام 2003 في الحصول على قرار من المحكمة العليا الاسرائيلية بازالة معسكر اقامه الجيش الاسرائيلي على مدخل القرية منذ احتلالها عام 1967. وازيل المعسكر فعلا. وقال صادق "ما زالت اسرائيل تلاحقنا وتمنعنا من البناء والتوسع وهي الان تمنعنا من الحصول على صهريج مياه". ويضطر سكان العقبة حاليا للتزود بالمياه من نبع الفارعة الذي يبعد 20 كلم عن القرية في حين سيسمح وصول الصهريج بتخفيف المعاناة قليلا. وقال تاتسوشي كوندو ممثل اليابان لدى السلطة الفلسطينية في تصريح لفرانس ان بعثته "تواصل اتصالاتها حول المسألة من اجل اتمام المشروع" بايصال الصهريج الى قرية العقبة. ويؤكد خبراء فلسطينيون ان الاجراءات الاسرائيلية تطال عمليات ادخال مختلف التجهيزات الخاصة بتطوير شبكات المياه في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال عبد الرحمن التميمي مدير منظمة الهيدروجيين الفلسطينيين غير الحكومية المتخصصة في مشاريع المياه لفرانس برس "نضطر الى الانتظار طويلا قبل ان تسمح اسرائيل بادخال معدات مثل مضخات وانابيب وغيرها الامر الذي يربك الى حد كبير مشاريعنا ويعطلها". وضرب مثالا على ذلك رفض اسرائيل ادخال مضخات لمشروع حفر ابار في منطقة طولكرم اضافة الى "منع شبه كامل" بدخول المعدات الى قطاع غزة. وتعاني الاراضي الفلسطينية من عجز كبير في كميات المياه وقد كشفت سلطة المياه الفلسطينية ان معدل التزود بالمياه للفرد في الضفة الغربية يقل بكثير عن نصف المعدل الادنى المقترح من منظمة الصحة العالمية. وقال المهندس فضل كعوش رئيس سلطة المياه الفلسطينية في تصريحات نشرتها الصحف المحلية ان "معدل الاستهلاك الفعلي اليومي للفرد في الضفة الغربية هو 66 لترا مقابل الحد الادنى المقترح من قبل منظمة الصحة العالمية الذي يصل الى 150 لترا في اليوم". واوضح ان المعدل يتدنى في مناطق غرب جنين الى 24 لترا فقط. واضاف "ما زالت الضفة الغربية تعاني من نقص كبير في كميات المياه المزودة والعجز يتجاوز 65 مليون متر مكعب". واستنادا الى سلطة المياه الفلسطينية فان ثمة اكثر من 200 تجمع سكاني في الضفة الغربية بدون شبكات مياه وتعتمد على ابار ووسائل تقليدية اخرى للحصول على الماء. وقال كعوش "ما زال نحو 400 الف نسمة محرومين من التزود بالمياه من خلال الشبكات العامة ويتزودون بها بوسائل تقليدية مثل جمع مياه الامطار او شراء المياه بالصهاريج او استخدام ينابيع". وتسيطر اسرئيل على معظم ابار المياه في الضفة الغربية ويضطر الفلسطينيون الى شراء كميات كبيرة من المياه من شركة المياه الاسرائيلية "ميكروت" للتعويض عن جزء من العجز. وقال كعوش ان اكثر من 50 بالمئة من المياه المستخدمة في الضفة الغربية يتم شراؤها من شركة المياه الاسرائيلية. 01/08/2007