مصنع فوردو: هدف إسرائيلي غير قابل للتدمير في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل هجمات متواصلة على المنشآت النووية الإيرانية في محاولة لوقف برنامجها النووي، تبرز مفاعل فوردو كأحد المواقع الأكثر مناعة. المصنع، الذي يقع جنوبطهران، أصبح نقطة محورية في النزاع بين إسرائيل و إيران حول قدرة طهران على امتلاك الأسلحة النووية. على الرغم من الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في 13جوان 2025، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (AIEA) أن مصنع فوردو لم يتعرض لأي أضرار. وهذا يتناقض مع المواقع الأخرى مثل نطنز و أصفهان التي تعرضت لأضرار كبيرة. تشير هذه الحقيقة إلى أن الموقع، الذي تم دفنه تحت مئات الأمتار من الصخور والخرسانة، يظل مقاومًا للهجمات الجوية التقليدية. فوردو: بناء سري وقوة دفاعية تم بناء مصنع فوردو في السنوات 2000 بشكل سري من قبل إيران، حيث اختار الموقع في منطقة جبلية لتوفير حماية قصوى من الهجمات الجوية. في سبتمبر 2009، تم الكشف عن الموقع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما أثار أزمة دبلوماسية مع القوى الكبرى في مجلس الأمن. تُقدّر إيران أن الموقع يحتوي على ما يقرب من 3,000 جهاز طرد مركزي، ويُستخدم لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة عالية، بما يفتح الباب أمام تطوير الأسلحة النووية. وطالما كان الموقع نقطة خلاف بين إيران والقوى الغربية، حيث شككت هذه القوى في نوايا إيران النووية. فوردو: غير قابل للتدمير بالضربات الجوية ورغم الضغوط المتزايدة على إسرائيل لتحييد البرنامج النووي الإيراني، يشير العديد من الخبراء إلى أن فوردو يشكل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل، كون الموقع محمي بعمق كبير تحت الأرض. برونو تيرتروا، مدير مؤسسة البحوث الاستراتيجية، أكد أن الموقع لا يمكن تدميره بواسطة الطائرات الحربية الإسرائيلية. وأضاف تيرتروا أن إسرائيل لا تستطيع الادعاء بأنها قد ألحقَت ضررًا خطيرًا يبطئ من البرنامج النووي الإيراني دون إلحاق الضرر بهذا الموقع، الذي يعد حيويًا بالنسبة للمسعى الإيراني في مجال التخصيب النووي. الأسلحة الأمريكية: الحل الوحيد لتدمير فوردو؟ من جهة أخرى، تطرقت بعض الدراسات إلى أن إسرائيل لا تملك القوة العسكرية اللازمة لتدمير منشآت مثل فوردو و نطنز المدفونة بعمق تحت الأرض. في حين يمكن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تكون الحليف المطلوب لتوفير الدعم اللازم في هذا الصدد. المحللون يشيرون إلى أن الولاياتالمتحدة تمتلك قنبلة GBU-57، وهي قنبلة وزنها 13 طنًا، مصممة للاختراق بعمق يصل إلى 61 مترًا تحت الأرض قبل أن تنفجر. ومع ذلك، فإن استخدام هذه القنابل يتطلب تدخلًا عسكريًا أمريكيًا مباشرًا. الأبعاد الجيوسياسية للموقع النووي في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على إيران بشأن نشاطاتها النووية، يظل مصنع فوردو بمثابة رمز للصمود في مواجهة الضغوط الخارجية. إذا استمر المصنع في العمل دون تعرضه لأضرار كبيرة، فإن إيران ستظل قادرة على إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما قد يسمح لها بإنتاج أسلحة نووية في فترة زمنية قصيرة، وفقًا لبعض الخبراء الدوليين. من جانبه، دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، دعا إيران إلى الاستسلام دون شروط في وقت سابق، محذرًا من أن الولاياتالمتحدة قد تتدخل لتدمير هذه المنشآت إذا لزم الأمر. إلا أن الولاياتالمتحدة لم تتخذ بعد أي قرار بالانضمام إلى الهجمات الإسرائيلية، في حين ما يزال موقف الحكومة الأمريكية يتسم بالتردد. التوترات في الشرق الأوسط والانعكاسات المستقبلية تظل فوردو محورًا رئيسيًا في المعركة الجيوسياسية الحالية بين إسرائيل و إيران. ومع استمرار الضغوط الدولية، يزداد التوتر في المنطقة، وتبقى فوردو بمثابة العائق الأكبر أمام إسرائيل. لا تزال الخيارات العسكرية محدودة، ما يجعل الدبلوماسية أكثر ضرورة من أي وقت مضى لتجنب تصعيد شامل في المنطقة.