لم تعد الفوائد الصحية للأحماض الدهنية أوميغا 3 موضع شك. فبينما تُرتبط تقليديًا بالأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، يمكن لهذه الدهون الأساسية أن تتوفر بكميات كافية من خلال نظام غذائي نباتي بالكامل، كما تؤكد دراسة واسعة النطاق نُشرت سنة 2010 في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition. وقد حللت الدراسة بيانات أكثر من 14 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 39 و78 عامًا، وأظهرت أن النساء اللواتي يتبعن نظامًا غذائيًا نباتيًا يمتلكن مستويات أعلى من أوميغا 3 في الدم مقارنة باللواتي يستهلكن الأسماك واللحوم ومنتجات الألبان بانتظام. في ظل غياب حمضي EPA (حمض الإيكوسابنتاينويك) وDHA (حمض الدوكوساهيكساينويك)، وهما الشكلان الطويلان من أوميغا 3 الموجودان في المنتجات الحيوانية، يبدو أن أجسام النباتيين قادرة على تحويل حمض ALA (حمض ألفا-لينولينيك)، الموجود في النباتات، إلى هذه الأشكال النشطة بشكل فعّال. وتوضح خبيرة التغذية المعتمدة، آمبر يونغ، أن أوميغا 3 هي أحماض دهنية متعددة غير مشبعة لا يستطيع الجسم إنتاجها بنفسه، لكنها تلعب دورًا محوريًا في بناء أغشية الخلايا وفي عمل القلب والرئتين والدماغ والجهازين المناعي والغُدّي. وترتبط العديد من الدراسات بين تناول أوميغا 3 وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان والخرف ومرض ألزهايمر. الاحتياجات اليومية والتوصيات توصي السلطات الصحية الأمريكية بتناول 1.6 غرام من حمض ALA يوميًا للرجال و1.1 غرام للنساء. أما بالنسبة للأشخاص الذين يتبعون نظامًا نباتيًا صارمًا، فيقترح بعض الخبراء زيادة الجرعة إلى 2.3 غرام يوميًا. فيما يلي مجموعة من الأطعمة النباتية المتوفرة بسهولة والتي تساعد على تلبية هذه الاحتياجات: * براعم بروكسل: غنية بأوميغا 3 وكذلك بفيتاميني C وK. يمكن تناولها مشوية أو في الحساء أو السلطات. * الطحالب والسبيرولينا: من المصادر النباتية القليلة التي تحتوي على EPA وDHA. تُضاف إلى العصائر أو تُستهلك كرقائق. * بذور الشيا: تحتوي الحصة الواحدة (28 غرامًا) على أكثر من 5 غرامات من ALA. ممتازة في بودينغ الشيا، مع الحبوب أو كبديل للبيض. * الجوز: حفنة صغيرة (28 غرامًا) توفر 2.6 غرام من أوميغا 3. يمكن رشها على السلطات، الزبادي أو استخدامها في الصلصات. * بذور الكتان: تُطحن وتُضاف إلى الحبوب أو الخبز أو العصائر. ملعقة كبيرة كافية لتغطية الاحتياجات اليومية. * فول الصويا (إدامامي): نصف كوب يوفر 25% من الكمية اليومية الموصى بها. يُضاف إلى السلطات أو الأطباق الآسيوية. * الزيوت النباتية: زيت الكتان، الصويا أو الكانولا، مثالية للتتبيل البارد. * منتجات مدعمة: بعض أنواع الزبادي والعصائر والحليب النباتي أصبحت الآن مدعّمة بأوميغا 3، وكذلك بعض مشروبات الصويا. تعترف الأوساط العلمية اليوم بأن الأنظمة النباتية المتوازنة ليست بالضرورة ناقصة في أوميغا 3. فالجسم البشري يمتلك قدرات تكيفية لتعويض غياب المصادر الحيوانية، شرط الاستهلاك المنتظم لأطعمة غنية ب ALA. تعليقات