يُخطئ كثيرون في التفريق بين الكاكي والطماطم بسبب لونه، غير أنّ هذه الفاكهة الخريفية تُعدّ اليوم من بين "الأطعمة الخارقة" التي ما تزال غير منتشرة بالشكل الكافي في تونس. ويُزرع الكاكي أساساً في الشمال الغربي، وتحديداً في وشتاتة من معتمدية نفزة بولاية باجة، حيث تحوّل في السنوات الأخيرة إلى ثروة فلاحية ومورد رزق لعدد كبير من العائلات، فضلاً عن كونه حليفاً صحياً ينصح به خبراء التغذية. ويتميز الكاكي بمخزون غني بالفيتامينات C وE وB5 وB9، إضافة إلى معادن أساسية مثل الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والنحاس والفوسفور. كما يتميز بتركيز عالٍ من مضادات الأكسدة، ما يمنحه قيمة غذائية استثنائية تتجاوز الطعم إلى الفوائد الوقائية والعلاجية, حسب ما صرحت به أخصائية التغذية غالية عطواني لتونس الرقمية. وتبرز أهمية هذه الفاكهة في الحفاظ على صحة القلب والشرايين بفضل غناها بالبوتاسيوم، الذي يعمل على تنظيم ضغط الدم وخفض نسبة الكولسترول، الأمر الذي يساهم في تقليل مخاطر الجلطات والسكتات الدماغية. كما يساهم الحديد المدعوم بفيتامين سي في محاربة فقر الدم والتعب المزمن، في حين تعمل مضادات الأكسدة على تحييد الجذور الحرة والوقاية من أمراض خطيرة مثل السرطان. ولا يقتصر دور الكاكي على الجوانب الطبية، بل يمتد إلى العناية بالجمال. فاحتواؤه على الفيتامينات A وE يجعله عنصراً فعالاً في تغذية البشرة وحمايتها من العوامل الخارجية، مانحاً إياها إشراقة طبيعية، إلى جانب دوره في تحسين عملية الهضم، التخفيف من الإمساك وتعزيز جهاز المناعة. وبخصوص طرق الاستهلاك، توضح خبيرة التغذية غالية عطواني أنّ تناول ثمرة إلى ثمرتين يومياً كافٍ للاستفادة من مزاياه، سواء بشكل طازج أو في شكل عصير، سلطة فواكه أو حتى كتحلية. اليوم، لم يعد الكاكي في نفزة مجرّد شجرة متفرقة هنا وهناك، بل أصبح مشروعاً فلاحياً قائماً بذاته، يدعم الاقتصاد المحلي ويستقطب اهتمام الباحثين والمستهلكين على حد سواء. ومع تزايد الوعي بفوائده الصحية والغذائية، يفرض الكاكي نفسه بقوة كفاكهة خريفية تستحق مكانة بارزة في موائد التونسيين. تعليقات