ينتظر ائتلاف GenZ212 الحلول الجذرية التي وعد بها حكومة عزيز أخنوش، حلوله التي قد تأتي و قد لا تأتي. و في الأثناء تصمّ آذانَ رئيسِ الحكومة الصفاراتُ. الرجل يسبح في بحبوحة «الذهب الأسود»، أما رعاياه فليسوا كذلك. ما لا يفوّته أحد، في المقابل، هو المواعيد مع العدالة. محاكم البلاد تعمل بأقصى طاقتها و الأحكام الصارمة تنهال بلا هوادة. لا رحمة ل«محرّكي» ما يُعرف ب«جيل زد». قرّر الشباب التريّث و ترك المجال لخطاب الملك السنوي أمام نواب الغرفتين، هذا الجمعة 10 أكتوبر. و يرجّح أنهم يأملون أيضًا أن يعلن جلالة الملك محمد السادس قرارات قوية و يصدر توجيهات تهدّئ غضب المحتجين. سنرى. في الأثناء تواصل المحاكم إصدار أحكامها. فقد قضت محكمة الاستئناف في سلا ، مساء أمس ، بأحكام تراوحت بين 15 و 20 سنة سجنًا نافذًا... صدرت الأحكام في حقّ أشخاص أدينوا ب«أعمال تخريب» خلال موجة الاحتجاجات التي تهزّ البلاد منذ 27 سبتمبر الماضي. و كانت محكمة أغادير، المدينة التي اشتعلت منها الشرارة الأولى، قد أصدر أول حكم بإدانة شاب بالسجن 4 سنوات و غرامة قدرها 50 ألف درهم بتهمة «التحريض على ارتكاب جرائم عبر شبكات التواصل الاجتماعي». وهي أول عقوبة من نوعها منذ بدء التظاهرات. في مراكش، يُلاحق 26 متظاهرًا في 6 قضايا بتهم «الإخلال بالنظام العام» و «التخريب العمد»، لا سيما في حي سيدي يوسف بن علي. و تبدو لوائح الاتهام ثقيلة : عنف ضد قوات الأمن ، المشاركة في تجمهر مسلح ، التحريض عبر الإنترنت ، إتلاف ممتلكات عامّة و خاصّة و حيازة أسلحة بيضاء. في وجدة، خضع 58 شابًا للمحاكمة، موقوفين أو في حالة سراح مؤقت، بتهم جنائية و جنحية من قبيل «العنف ضد موظفين عموميين» و «المشاركة في تجمّعات ليلية مسلّحة». و قد أُجّل نظر قضيتهم إلى 14 أكتوبر 2025. في طنجة، يُلاحق نحو 80 متهمًا، بينهم 30 قاصرًا بتهم «التخريب» و «رشق قوات الأمن بالحجارة». و قد رُفضت طلبات السراح المؤقت. و تشير مصادر محلية إلى استخدام كاميرات المراقبة و الطائرات المسيّرة لإيقاع المشاركين. في القنيطرة ، سُجّلت لحظة شديدة التأثير : أحد المتهمين تعرّض لوعكة صحية أثناء الجلسة. و قد طالبت هيئة الدفاع بالبراءة للمتّهمين، معتبرةً أن «من ينبغي أن يُحاكَموا هم المسؤولون عن الظروف الاجتماعية المزرية». النيابة العامة كانت حازمة : «العدالة لا تستهدف جيلًا بعينه ، بل تطبّق القانون على الجميع». في الرباط، حوكم ثلاثة شبان بتهمة «التحريض عبر العرض العلني» بعد ارتدائهم قمصانًا تحمل شعارات «الحرية لفلسطين» [موضوع شديد الحساسية في المملكة] و «التعليم و الصحّة أولًا». محاموهم يؤكدون أنها مبادرة شخصية لا صلة لها بالحراك الاحتجاجي... و في العاصمة نفسها، يُلاحَق شبّان آخرون، بينهم امرأة من ذوي الإعاقة ، بتهم «تجمهر مسلّح» و «إهانة رموز المملكة». لا تتوافر معطيات دقيقة حول العدد الإجمالي للموقوفين، بسبب كثرة الملفات المفتوحة أمام القضاء لكن وزارة الداخلية تفيد بوضع 409 أشخاص تحت الحراسة النظرية ، فيما تتحدث رئاسة النيابة العامّة عن متابعة 193 فردًا. لا يلين ائتلاف GenZ212 أمام هذه الصرامة. فالحراك يُجدّد مطالبه و يدعو إلى الإفراج عن الموقوفين غير العنيفين. و يقترح الشباب حوارًا وطنيًا حول التعليم و الصحة و العدالة الاجتماعية. و بالتوازي، أُعلن عن مظاهرات جديدة في أكثر من 20 مدينة. تعليقات