مع ارتفاع درجات الحرارة.. واقتراب الموعد الرسمي لفصل الصيف بدأبخار السيارات والحافلات والشاحنات بانواعها يغطي سماء المدن وقت الظهيرة.. ومن أراد أن يكتشف الامر بنفسه عليه أن يتوقف فوق احد المرتفعات.. ليكتشف العجب العجاب.. ويفهم كيف يتحول دخان سياراتنا الى "سحاب".. وقد عاشت العاصمة الجزائرية أمس تجربة فريدة.. دعا اليها انصار حماية البيئة من تلوث السيارات والشاحنات والحافلات.. التجربة تمثلت في منع كل انواع العربات ذات المحرك وسط العاصمة من الصباح حتى المساء.. ومنع كل انواع النقل العمومي والخاص ما عدا 5 حافلات تشتغل بالغاز الطبيعي غير الملوث.. والدراجات غيرالنارية.. قد يضحك البعض على دعاة مثل هذه المبادرة.. وقد يتهكم آخرون على المتغنين بالبيئة.. وشعارات حماية الانسان من مخاطر التلوث.. ومنها ارتفاع نسبةالاصابات بالسرطان وغيره من الامراض الخطيرة.. عافى الله الجميع.. وقد يقلل الشباب من أهية المتخوفين من مضار الدخان بانواعه.. بما فيها ذلك الذي يروج في عشرات الالاف من المقاهي وصالونات الشاي في بلادنا.. من دخان السجاير والشيشة الى الزطلة.. وبنات عمها.. ولا شك أن حماية البيئة يبنغي أن لا تكون مناسباتية.. بل خيارا متواصلا.. لكن ماذا لو نظم من حين لآخر حملات لتعويد التونسيين والتونسيات على عدم النزول الى وسط المدن بسياراتهم الخاصة..؟؟ ان غالبية التونسيين والتونسيات وأنا من بينهم مرضى بالافراط في استعمال السيارة رغم التهاب اسعار الوقود.. بما في ذلك عند التنقل مسافة لا تتجاوز بضع مئات الامتار.. بين البيت و"العطار" أو الخضار.. أو الجامع والمدرسة والمستوصف والمقهى.. إنه مرض خطير ومعد.. مرض يتسبب في التلوث والافلاس و"الهبال".. فلا مفر من وقفة في كل الاحوال.. قد تبدأ بمنع استخدام السيارات.. وسط المدينة ايام العطل والاجازات..