تونس الاسبوعي: صدرت في الآونة الاخيرة دراسة للدكتور محمد كمون الاستاذ المحاضر بالمدرسة الوطنية للطب البيطري بسيدي ثابت.. عنوانها «طرق التحاليل والقياسات المستعملة في ميدان تغذية الحيوانات».. وتعتبر هذه الدراسة اضافة علمية وتخصصّية ثابتة لكونها تجمع مختلف طرق التحاليل والقياسات وخاصة منها الطرق الخاصة التي اشتغل عليها الاستاذ المحاضر فيما يهم الاعلاف التونسية.. وتطرح الدراسة بصفة جادة طرق واساليب ونماذج مدققة عن كيفية استعمال هذه الاعلاف وخاصة منها الاعلاف الخشنة والمركزة.. بنحو يفضي الى استغلالها على الوجه الافضل والاكمل بما يضمن الاستفادة منها الى اقصى حد ممكن للحصول على مردودية عالية جدا. وتعد هذه الدراسة بادرة اولى وسابقة في المجال البحثي والمخبري فيما يهم الاعلاف وتغذية الحيوانات بتونس.. وهي دراسة تعمل على تبسيط الطرق والتحاليل المخبرية القادرة على تمكيننا من الاطلاع على القيمة الغذائية للاعلاف الخشنة والمركزة.. وبالتالي فالفلاح والفني والاطار الفلاحي والمهندس والطبيب البيطري، وباتباعهم مثل هذه الطرق يمكنهم الحصول على القيمة الغذائية المنشودة والخاصة بالاعلاف التونسية. نماذج اجنبية تجدر الاشارة في هذا الاطار ان القيمة الغذائية بصفة عامة اليوم يتم تقييمها انطلاقا من نتائج تم التوصل اليها تبعا لتجارب اجريت على عينات بالخارج.. وما تحاول الدراسة القيام به هو تيسير الحصول على نفس المردودية والقيمة الغذائية للاعلاف التونسية وذلك باستعمال طريقة خاصة تمت تجربتها ودراستها على عينات من الاعلاف التي وقع انتاجها ببلادنا.. وبالتالي فهي بصدد التأسيس لنظام وطريقة خاصة بالاعلاف التونسية قصد تقييمها والحصول على القيمة الغذائية المرغوب فيها من وراء استعمال هذه الاعلاف.. والدراسة تطرح بأسلوب علمي دقيق طرق التحاليل التي يمكن اتباعها واستعمالها في مجال التغذية الحيوانية وخاصة منها المجترة على غرار الابقار والاغنام. أين المشكل تحديدا؟ غالبية القطيع وخاصة منه الابقار الحلوب تعود ملكيتها لصغار الفلاحين بمعدل بقرتين او ثلاث.. وهي فئة من الفلاحين تمر في الوقت الراهن بوضع صعب نظرا لعدم قدرتها عى مجابهة اسعار الاعلاف المركزة.. وبالتالي اصبحت كلفة انتاج الحليب مرتفعة جدا باعتبار ان اكثر من 60% من كلفة الانتاج تتأتى من الاعلاف وخاصة منها المركزة.. وبما ان طريقة الاستعمال للاعلاف تتخللها بعض الشوائب كما ان بعض الاعلاف الخشنة ليست ذات مستوى جيد ولا قيمة غذائية عالية لها فان انعكاسها يصبح سلبيا على الانتاج.. حيث كلما كان انتاج الاعلاف الخشنة بطريقة مدروسة وذات قيمة غذائية عالية.. كلما كان استعمال الاعلاف المركزة ذو مردودية عالية.. وتوضح الدراسة هذه النقطة بطريقة علمية بخصوص تربية الابقار الحلوب من خلال امثلة ميدانية بعد متابعة لصغار الفلاحين بولايات المهدية والمنستير وصفاقس.. حيث اثبتت المتابعة وجود مردودية ضعيفة لدى بعض الفلاحين.. اذ ان الكلغ الواحد من الاعلاف يعطي لترا واحدا من الحليب في حين انه ومن المفروض ان يمنح الكلغ الواحد من الاعلاف التكميلية 2.5 لتر من الحليب.. ولهذا فان الدراسة جاءت في وقتها لتسهيل عمل الفنيين في المخابر قصد الحصول على القيمة الغذائية الحقيقية من الموارد العلفية التونسية علما ان هذه الدراسة ستقدم على هامش المعرض المتوسطي للفلاحة والصناعات الغذائية الذي سيفتتح غدا بصفاقس. خير الدين للتعليق على هذا الموضوع: