هذا أخي القارئ عنوان أغنية تونسيّة غنّتها علياء بلعيد على ما أذكر يقول مطلعها: أنت شيء.. وهومة شيء.. ولا شيء يشبّه لشيء.. وهي واحدة من "موجة" أغان تافهة انتشرت على ما أذكر في العشريّة الأخيرة من مرحلة حكم بن عليّ (2000/2010).. تلك المرحلة الّتي بدأت تتصاعد فيها وتفوح فضائح وروائح فساد القصر والطّرابلسيّة.. مرحلة تشلّكت وتهمّشت فيها كلّ قيمة وكلّ "شيء" عزيز تقريبا بدءا بالمواطن نفسه ومرورا بالأغنية.. ووصولا إلى الإعلام وغيرها من التّعبيرات الّتي أصبحت في أغلبها تنحو منحى التّسطيح و"التّشطيح" والتّخدير والتّرذيل والتّظليل.. وهو توجّه عبّرت عنه أيضا أحسن تعبير أغنية "بالأمن والأمان" الشّهيرة الّتي غنّتها صوفيّة صادق في أوج ديكتاتوريّة وتغوّل نظام الفساد والاستبداد.. ربّما تساءلت أخي القارئ وما مناسبة هذا الحديث اليوم عن أغنية رديئة طواها النّسيان مثل أغنية "أنت شيء وهومة شيء.. ولا شيء يشبّه لشيء" لعلياء بلعيد.. المناسبة.. تصريح إعلامي "فرشك" منسوب للقيادي بالجبهة الشّعبيّة أخينا الثّوري الصّنديد المنجي الرّحوي حفظه اللّه تناقلته خلال الأيّام الأخيرة بعض المواقع الاخباريّة الالكترونيّة وتحدّث فيه عن الانتخابات الرّئاسيّة وعن "معضلة" الحكم اليوم.. ففي ردّه عن سؤال ما إذا كان سيصوّت في الانتخابات الرّئاسيّة القادمة (2019) للباجي قائد السّبسي أم لحمّة الهمّامي.. أجاب الرّحوي حرفيّا "لن أصوّت لا لهذا ولذاك.. وإنما سأصوّت للمنجي الرّحوي".. وهذا يعني ضمنيّا "وختمت يا بن عروس" أنّه ينوي التّرشّح للانتخابات الرّئاسيّة 2019.. وهي لعمري "بشرى" أردنا أن ننفرد بزفّها لعموم التّونسيّين.. ونقول لهم "يا سعدكم.. يا هناكم.. الرّحوي راهو جاكم". أمّا في معرض تعليقه على الدّعوات لتغيير نظام الحكم من نظام برلماني إلى نظام رئاسي أو شبه رئاسي فقد قال لا فضّ فوه "الإشكال لا يكمن في نظام الحكم بل في شخص رئيس الجمهوريّة الّذي عجز عن إدارة دواليب البلاد.. فرئيس الجمهوريّة عندو كتلة الأغلبيّة.. وعندو رئيس الحكومة ورئيس البرلمان.. هو عندو كلّ شيء وما عمل شيء.. والمشكلة موش في منظومة الحكم.. المشكلة في اللّي عندو كلّ شيء وما نجّم يمشّي شيء". اللّه اللّه.. ما هذه البلاغة يا رفيق وما هذه الفصاحة.. انّك بخطاب سياسي "عاقل" و"رصين" و"مسؤول" مثل هذا تكون قد تفوّقت لا فقط على علياء بلعيد في أغنيتها "أنت شيء وهومة شيء.. ولا شيء يشبّه لشيء" وإنما تفوّقت أيضا على كاتب أغنية "حبّك درى كيفاش" الّتي غنّاها في نفس الفترة تقريبا الفنّان صلاح مصباح.. هل تعرف حكاية أغنية "حبّك درى كيفاش" يا سي المنجي ؟ هي أغنية أراد من خلالها الفنّان صلاح مصباح وقتها أن يضرب عصفورين بحجر واحد.. فمن جهة يطلع على السّاحة الفنيّة وعلى الجمهور بإنتاج غنائي جديد مبنى ومعنى ومن جهة أخرى أن يحقّق بها ومن خلالها انتشارا واسعا كان ولا يزال يحلم بتحقيقه.. فكانت أغنية "حبّك درى كيفاش" الّتي يقول مطلعها: "حبّك درى كيفاش.. خلاّني درى شنوّة.." لكنّ الّذي حصل يا سي المنجي أنّ أغنية "حبّك درى كيفاش" هذه الّتي اجتمع على وضعها الفنّان صلاح مصباح مع الموسيقار أسامة فرحات فشلت وأصبحت محلّ تندّر من قبل الجمهور والنقّاد.. نصيحتي إليك خويا منجي "شدّ صحيح" وترشّح للانتخابات الرّئاسيّة 2019 وادخلها بخطاب "المشكلة في اللّي عندو كل ّشيء وما نجّم يمشّي شيء" .. فأنت يا سي المنجي "شيء" وباقي المترشّحين "شيء" و"لا شيء يشبّه لشيء".