يعتبر كمال الشبلي من الجيل الذهبي لكرة القدم التونسية وهو من اللاعبين الذين تركوا بصمتهم ورفعوا الراية التونسية في الأرجنتين.. والأكيد أنه سيبقى اسمه منقوشا في ذاكرة كل التونسيين وخصوصا جمهور النادي الافريقي الذي عرف معه أفضل التتويجات والألقاب.. ونحت مسيرة ناجحة في عالم التدريب محليا وعربيا.. وفضلا عن نجاحاته عرف الشبلي بدماثة أخلاقه ورصانته.. وكالعادة كان صريحا في حواره مع «الصباح». عايشت 3 أجيال.. وهذا «الدربي» الأفضل التحق كمال الشبلي بأكابر النادي الافريقي سنة 1975 بعد ان كانت انطلاقته في مونفلوري وعاش مع فريق باب الجديد أفضل الفترات وحقق عديد التتويجات والمعروف أن الشبلي عايش 3 أجيال حيث لعب مع رتيمة والقوشي والتوجاني والخويني وعتوقة والزيتوني ثم الصغير والمحايصي أما الجيل الثالث الذي لعب إلى جانبه فضم عبد الحق والتواتي واليعقوبي وقال الشبلي في هذا الصدد: «أنا سعيد بأنني لعبت مع 3 أجيال وبمسيرتي الناجحة مع النادي الافريقي وتحتفظ ذاكرتي جيدا بدربي 1975 والذي فاز فيه فريق باب الجديد على الترجي (2-1) وتم اختياري أفضل لاعب في هذه المباراة». حرمت من الاحتراف في «لانس» كمال الشبلي من المدافعين الذين تميزوا في بطولتنا وجلبوا إليهم الأنظار ولكن في السبعينات لم يكن هناك احتراف اذ تبقى الأولوية دائما للفريق الذي ينشط فيه وقال في هذا الصدد: «كل لاعب كان يمني النفس باللعب في النادي الإفريقي خاصة في فترة الرؤساء عزوز لصرم وحمادي بوصبيع والعزابي وفريد مختار ثم ان فكرة التنقل إلى فريق محلي آخر لم تكن مطروحة بل يعتبر عيبا وأتذكر أنني تلقيت عروضا من لانس الفرنسي وفريق بريدج البلجيكي والاتحاد السعودي لكن الهيئة رفضت وقررت بعد اجتماعها قبول العرض الذي جاء لنجيب غميض من السعودية فيما رفضت احترافي». الشتالي ترك بصمة.. وهذا ما فعله لشحذ هممنا التحق كمال الشبلي بالمنتخب الوطني سنة 1976 وشارك في كأس فلسطين ثم تعرض الى اصابة وعاد مجددا الى المنتخب في دورة الخليج ثم مونديال الارجنتين والألعاب المتوسطية وأكد الشبلي أن المنتخب الوطني كان يضم مجموعة جيدة كوّنها الشتالي قبل مونديال الأرجنتين.. ونجح المدرب في خلق اللحمة والانسجام بين اللاعبين بفضل التجمعات التي كان ينظمها أسبوعيا للاعبي المنتخب أيام الاثنين والثلاثاء والاربعاء على حد تعبير الشبلي الذي أكد قائلا: «كان الشتالي معروفا بجديته اذ انه يلازم غرفته في غالب الاحيان عندما نكون في النزل ولا نراه الاّ اثناء التمارين ويحسن التخاطب مع اللاعبين وأتذكر انه في احدى المناسبات كنا نستعد لمباراتنا ضد مصر وبعد انطلاق التمارين قام بوضع مكبّر صوتي على حافة الميدان به تسجيل لصوت الجمهور في الملعب يشجع اللاعبين وذلك لشحذ الهمم وأحسسنا آنذاك وكأنّ الجمهور معنا فعلا.. ثم بعد ذلك تخاطب مع كل لاعب على انفراد لرفع المعنويات وأتذكر أنه قال لي حرفيا: انت أفضل من الخطيب (في اشارة الى لاعب المنتخب المصري) وستتفوق عليه وقال لنا الجميع يعول عليكم خصوصا أن تلك المباراة سنة 78 تزامنت مع توتر الأوضاع في بلادنا وكان لا بد من تحقيق الانتصار لإدخال الفرحة في قلوب التونسيين». حكاية محاصرة الجبالي للاعب الخطأ عديدة هي الطرائف التي حصلت لمنتخب 78 الشبلي حدثنا عن طرفة تعلقت بالمدافع عمر الجبالي في احدى مباريات المنتخب ضد السنيغال (المنتخب فاز في الذهاب بنتيجة 1-0) حيث طلب المدرب من الجبالي محاصرة أبرز لاعب سنيغالي محترف بفرنسا يدعى أبوبكر وكان في اعتقاد لاعبي المنتخب أنه يحمل رقم 10 نظرا لأنه كان محل اهتمام الجمهور السنيغالي وقد تولى الجبالي محاصرته ولكن قبل نهاية المباراة ب10 دقائق تبين ان اللاعب «بوبكر» والذي كان من المفروض محاصرته يحمل رقم 8 ومن حسن الحظ أن المباراة انتهت بالتعادل وترشح منتخبنا للنهائيات الافريقية آنذاك. ذويب استثناء.. وعظومة متميز تحدث الشبلي عن أصدقائه في منتخب 78 وأكد أنه على اتصال بالكعبي والجندوبي وذويب وغميض ويجتمعون أحيانا في مناسبات مختلفة وكانت آخرها للاطمئنان على الحالة الصحية لحمادي العقربي وتوجه لهم بالشكر وخص بالذكر مختار ذويب وقال في هذا الصدد: «لم يصادفني شخص في طيبته وحبه لأصدقائه انه استثناء فهو على اتصال دائم بزملائه ويسعى الى تجميعهم ولا أنسى أيضا عبد السلام عظومة ومحسن حباشة فهم لا يقصّرون أبدا ولن أنسى ذات يوم ساخن في شهر رمضان عندما حلّ ذويب وبقية اللاعبين من صفاقس للاطمئنان على صحة علي رتيمة الذي خضع لعملية جراحية ثم عادوا في نفس اليوم إلى صفاقس» الخلفاوي كان يشبهني.. لكن تحدث كمال الشبلي عن المدافع أنيس الخلفاوي وهو شقيق اللاعب السابق للنادي الافريقي أشرف الخلفاوي وأكد أنه كان يشبهه كثيرا لكن من سوء حظه انه لم يواصل مسيرته في النادي الافريقي اذ اكتفى بالأصناف الشابة ثم غادر الفريق لان الحظ لم يحالفه. هذه أسباب ابتعادي عن التدريب يركن المدرب كمال الشبلي الى راحة منذ فترة طويلة اذ أن آخر تجاربه في تونس كانت مع مستقبل المرسى ثم خير التدريب في الخليج.. وأكد أن المدرب لم يعد له اي ضمانات في تونس والظروف أصبحت غير ملائمة للعمل خصوصا بعد الثورة مبرزا في نفس الوقت أن الفنيين ساهموا في هذه الوضعية بما أنهم يوافقون على التدريب دون الحصول على مستحقاتهم لعدة أشهر.. وبخصوص حالته فأكد أنه يتحمل قسطا من المسوؤلية بما أنه تلقى عروضا محلية تتزامن أحيانا مع وصول عروض من السودان والأردن». حقيقة المفاوضات مع النادي الافريقي وبخصوص تلقيه في الآونة الأخيرة عرضا من النادي الإفريقي كمدرب مساعد لشهاب الليلي قدم الشبلي توضيحاته وقال في هذا الصدد: «اتصل بي في بداية الأمر رضا الدريدي وطلب مني الوقوف إلى جانب الفريق وذلك بالإشراف على تدريبه إلى حين التعاقد مع أجنبي وقد وافقت على هذا العرض وقلت له إنني مستعد لتقديم يد المساعدة دون مقابل إلى حين التعاقد مع مدرب أجنبي.. لكن بعد اجتماع الهيئة جدّد الاتصال بي وأكد أن التفكير أصبح يتجه إلى استقدام المدرب شهاب الليلي لأنه يعرف جيدا المجموعة ولربح الوقت وبقية ما حدث يعرفه الجميع «. الرياحي أغلق أمامنا الأبواب.. ولن نتخلى عن الإفريقي النادي الافريقي سيجد الحلول وسيعود الى عنفوانه سيما ان ما يحدث اليوم بسبب النتائج السلبية بعد الانسحاب من كأس الاتحاد الافريقي هذا ما قاله الشبلي في حديثه عن فريق باب الجديد بخصوص الهيئة الحالية وهل أن رحيلها أصبح ضروري فقال: «إذا رأت هيئة الرياحي أنها لم تعد قادرة على العمل فالأكيد ان الرحيل هو القرار الافضل للجميع ثم أنها أعلنت رسميا عن انسحابها.. ورغم أن الرياحي أغلق الابواب أمام اللاعبين القدامى والمسؤولين السابقين فإننا لن نتخلى عن فريقنا والأكيد أن كبار النادي سيتوصلون إلى الحل الأمثل واعتقد أنه حان الوقت للاقتداء بالأندية الاسبانية وحتى المصرية وذلك بتكوين مجلس إدارة واختيار رئيس للفريق فيما بعد لتكون القرارات جماعية وليست أحادية الجانب كما هو الحال الآن». هذا موقفي من الإضراب.. وهيبة الإفريقي في الميزان أبدى الشبلي موقفه من إضراب لاعبي الإفريقي عن التمارين وقال من المفروض أن يحضروا التمارين ويدافعوا عن حقوقهم.. أعرف أنهم على حق لأنهم لم يتسلموا مستحقاتهم منذ فترة لكن يجب المحافظة على هيبة الإفريقي». تغيير المسؤولين أضر بالإفريقي.. والجمهور ضحية عن أسباب الوضعية التي وصل اليها فريق باب الجديد ومن يتحمل مسؤولية ذلك أكد الشبلي قائلا في هذا الصدد: «موضة تغيير المسؤولين كل أسبوع وكل شهر أضرت بالفريق.. فبعد التتويج بكأس تونس قامت الهيئة باستقدام مسيرين جدد ومدرب جديد.. وحسب رأيي فإننا نحن اللاعبين القدامى والمسؤولين نتحمل قسطا من المسؤولية فيما وصل اليه فريقنا بسبب سلبيتنا والجمهور هو الوحيد الضحية لأنه كان وفيّا رغم الهزات.. في الشارع يستوقفني يوميا عدد من أحباء الإفريقي يتساءلون عن وضعيته». ثقتنا كبيرة في منتخب معلول «المنتخب الوطني وجد الانسجام واللحمة بقدوم معلول وأعتقد ان مباراته ضد ليبيا في المتناول وستدور بحضور 50 ألف متفرج وآمل شخصيا أن تحقق النسور المرور إلى المونديال وفي صورة الترشح أيضا أتمنى أن نقدم وجها مشرفا ونجمع نقاطا ولم لا المرور الى الدور الثاني».