راس جدير - الصباح -التقادم الذي بدا جليا على البنايات التي تفرقت على مساحة الصحراء الشاسعة على الحدود الليبية التونسية، فقدان المكان لمشرب او مرحاض للعموم.. لمبيت او مضافة خاص بالاعوان الذين يرابطون هناك في الغالب لاكثر من 24 ساعة.. وتلك اللافتة التي تشير الى الوصول الى معبر راس جدير.. جميعها لا تعطي اي انطباع ان المكان تم ادرجه ليكون اول معبر حدودي بري نموذجي في تونس ضمن برنامج جزر النزاهة الذي انطلق العمل عليه منذ سنة بين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وادارة الديوانة التونسية بدعم من برنامج الاممالمتحدة الانمائي. هذا المعبر الذي ينتمي جغرافيا لولاية مدنين لا يعتبر نقطة حدودية عادية بل مثّل على امتداد سنوات شريان الحياة الوحيد لمدينة بن قردان وكان بمثابة «كرة الاوكسيجين» لعدد هام من الشباب العاطل بمدن الجنوب الشرقي والغربي على حد السواء.. يصنف على انه الاهم في تونس تصل معدلات العبور فيه الى 2000 وسيلة نقل في اليوم وما يميزه عن بقية المعابر هو العدد الكبير للمسافرين في الاتجاهين نسبة كبيرة من المواطنين في البلدين يعيشون من التجارة الذي يصل في ايام الذروة الى ال9 الاف مسافر.. ويختص راس جدير بحركة تجارية عالية مع الجارة ليبيا تجاوزت قيمتها سنة 2016 الألف مليون دينار. معبر»يروى» ايضا انه كان طريقا لتهريب الادوية والمواد الغذائية ومدخلا لبضائع محظورة جمعت بين مادة القنب الهندي(الزطلة) والحبات المخدرة وبنسب قليلة الاسلحة (المعبر لا يمثل احدى مسارات تهريب الاسلحة وانما الصحراء التي تمتد على كامل الحدود الليبية التونسية هي طريقها(… نقص في الموارد البشرية.. ضعف البنية التحتية لا يمثل موقع الحرج الوحيد في معبر راس جدير فاستنادا الى العرض الذي تم تقديمها خلال الزيارة الميدانية التي واكبتها «الصباح» يعاني الموقع نقصا في العنصر البشري الذي تقلص بحوالي ال115 عونا خلال الثلاث سنوات الاخيرة. حيث والى حدود 2014 كان عدد الاعوان العاملين في معبر راس جدير في حدود ال315 ضابطا وعونا وعلى مراحل تم نقلة 196 منهم ولم يقع تعيين سوى81 مكانهم ليصبح عدد العاملين في المعبر اليوم في حدود ال200 بين ضباط واعوان.. نقص اكد الجميع انه لم يؤثر على الاداء فمردودية المعبر مازالت هي نفسها، ودرجة اليقظة في تحسن خاصة بعد تركيز الات السكانار.. ولكن «سرا» يخلف هذا النقص كما عاينت «الصباح» اثرا كبيرا على الاعوان والضباط الذين يضطرون للمرابطة على الحد لأكثر من 24 ساعة في اغلب الاحيان في ظل غياب لكل تشجيعات مادية.. آداء بمستوى عال.. معبر راس جدير مجهز منذ ماي 2014 ب88 كاميرا مراقبة حوله سور مصفح وتحيطه سلسلة من الاسلاك الشائكة.. تم خلال السنوات الماضية تدعيمه بجهاز كشف بالاشعة ثابت خاص بالسيارات الخفيفة يمكن من تقديم صورة ثلاثية الواجهات للسيارات، كان له الاثر الايجابي على معدلات المرور بالمعبر وقدرات التفتيش ومراقبة المسافرين ووسائل نقلهم. وتم تدعيمه بجهاز كشف بالاشعة متنقل وجهاز كشف بالاشعة خاص بالشاحنات الثقيلة وآلتي وزن مركز عند الدخول والخروج لم يتم استغلالها بعد. ويشرف معبر راس جدير الى جانب تفتيش المسافرين ووسائل نقلهم على تفتيش ومراقبة البضائع ومتابعة المحاضر المرفوعة والبضائع المحجوزة وحراسة المنشات الادارية ومساحات التسريح الديواني. ريم سوودي ما بقي في البال.. أدوية مهربة.. وصيدليات خارج الرقابة.. الزيارة الى معبر راس جدير والتي كانت مؤثثة بثلة من الكوادر العليا في الديوانة التونسية وممثل الاممالمتحدة لبرنامج الاممالمتحدة الانمائي وعدد من المسؤولين الجهويين.. تصادفت مع عملية حجز بدت عادية وتتنزل في اطار اليومي بالنسبة للضباط والاعوان المباشرين في المعبر.. حيث سجل حجز لكمية من الادوية المهربة للجانب الليبي.. ادوية كما افاد «الصباح» مهربها انه قام بشرائها من الصيدليات التونسية بمدينة مدنين.. دون وصفات طبية وهي «مواد»سهلة التسويق في الشقيقة ليبيا التي تعاني من نقص فادح في الادوية وخاصة تلك التي تهم الامراض المزمنة على غرار مرض السكري وضغط الدم وتعالج الاوجاع البسيطة كالصداع وحرقة المعدة والسعال.. حجز حمل في طياته الكثير، فمن ناحية كشف عن مشكل كبير يحمل عنوان التفويت في الادوية داخل الصيدليات التونسية والذي كان له في العديد من المرات اثارا على السوق التونسية وتسبب في فقدان هذا الدواء او ذاك.. ومن جانب اخر عكس حجم الازمة التي تعيشها ليبيا فيما يتعلق بسوق الادوية. توصيات.. تحويل راس جدير الى معبر نموذجي ضمن جزر النزاهة هو اليوم في مرحلة التشخيص التي من خلالها سيتم تحديد نقاط الضعف ونقاط القوة ليتم في مرحلة قادمة اصلاح الاولى والعمل على تغييرها وتدعيم الثانية والسعي الى مزيد تقويتها.. وفي الاطار قدمت الادارة المحلية لمعبر راس جدير توصيات دعت الى اهمية تدعيم العنصر البشير بما 70 بين الضباط والاعوان ووبناء مبيت خاص بالقوة المشتركة مع تهيئة مستودع البضائع المحجوزة وماوى السيارات والشاحنات وتهيئة شبكة الكهرباء وتوفير مطعم ومشرب بمواصفات جيدة. هذا فضلا عن تهيئة مقر القباضة وتجهيزها بوسائل الحماية المتطورة وتهيئة مكاتب الديوانة عند الخروج وعند الدخول وتوفير سيارة مصلحة رباعية الدفع لتامين المهام خارج المكتب (نقل موقوفين) وحواسب والات طباعة لاستيعاب الكم الكبير من العمل..