خلافات جديدة من المتوقع أن يشهدها نداء تونس بعد أن أكدت جل قياداته تعافي الحزب ووحدة أدائه السياسي وطنيا وجهويا، غير أن ذلك لم يكن صحيحا بعد أن دعت مكاتب جهوية منتمية للنداء الى خلق قائمات موازية في كل الجهات لمنافسة قائمات الحزب على غرار المنستير والقيروان وسوسة والقصرين وغيرها. وقد علمت "الصباح" أن كل ذلك يحصل بعد أن عجزت القيادات الوطنية في تجميع واقناع عدد من مناضلي الجهات مما اضطرهم لمقاطعة الاجتماع الأخير للحزب بجهة قمرت. وفِي هذا السياق قال عضو المجلس الوطني والمكتب الجهوي لحركة نداء تونسبالمنستير نورالدين التليلي في تصريح ل"الصباح"،" إن ما أصاب الحزب من تصدعات واهتزازات وصراعات وخلافات أغلبها من أجل تقاسم المناصب والنفوذ أضعفت الحركة سياسيا واهتزت ثقة المجتمع والناخبين بها وانتهى الأمر بالحزب إلى وهن عجيب ساهمت القيادة الحالية في تأبيد الأزمة وخيبت أمال من ساهموا في اعتصام الرّحيل وناصرونا أثناء التّأسيس وفي الاستحقاق الانتخابي في 2014. ولإنجاح الانتخابات المحلية وتأمين مشاركة واسعة للناخبين ولتلافي حالة الإحباط لدى إطاراتنا وقواعدنا نرى ضرورة الابتعاد عن القائمات الحزبية بل ندعو إلى قائمات مستقلة ببرامج محليّة ذات طابع اجتماعي وشعبي وفية لروح التونسة من وسطية واعتدال في ظل وحدة محليّة ووطنية عالية". نقاش واجتماع مرتقب وعن الجهات التي يناقش فيها ندائيون قائمات مستقلة أو موازية عن الحزب بين التليلي أن التنسيقات المحلية بالمنستير مقتنعة بهذا التوجه وقد فتحنا النقاش مع جهات أخري كالقيروان والقصرين وسوسة والمهدية وغيرها ممن خاب حلمهم في الحزب ولإنجاح هذا التمشي فإننا سنعقد عددا من الاجتماعات في الغرض». وبخصوص ما تردد من تماسك النداء وعودة ابنائه اعتبر التليلي أن الحزب «فقد زخمه الشعبي وهيبة هياكله وفاعليتها حيث أصبح نشاطه سطحيا بلا عمق شعبي ولا حركية نضالية يكاد يقتصر على المشاهد الإعلامية والبروتوكولية التي زادت في زهد القواعد في العمل السياسي عموما»، مضيفا ان النداء «أصبح ممسوكا لا متماسكا ورهينة لدى بعض الحالمين بالسلطة والنفوذ والمترقبين للغنيمة فالتماسك المفقود ترجم في الهزيمة المدوية في الانتخابات الجزئية بألمانيا وهو درس وإنذار لم تفقه القيادة المنتدبة معناه». ووصف التليلي اشغال الاجتماع الندائي الأخير «بالعمل المسرحي» حيث كان الأجدر دعوة الهيئة السياسية للانعقاد والتشاور والخروج بقرارات وتوصيات توحد وتجمع وتدفع نحو المصالحة وتوحيد كل القيادات الوطنية والجهوية والمحلية المؤسّسة للحركة» أظن أنّ من دعا لتلك اللّمة وأثث حيثياتها في ذهنه شيء وحيد انتخابات 2019 تحت شعار «أنا أو لا أحد» محاولا إيهام الرأي العام والقواعد الغاضبة ومخاتلتها والالتفاف على توصيات الرئيس المؤسس من أجل المصالحة الشاملة وردّ الاعتبار لكلّ الشخصيات المؤسّسة للحركة وطنيا وجهويا بعيدا عن منطق الانتدابات المصلحية وغير الموفقة لان الأحزاب كالأوطان لا تعمّر بالرّحل ولا تقاد وتساس بالوافدين". موقف الحزب وفِي رده على ما تقدم قال مسؤول الاعلام والاتصال بنداء تونس فؤاد بوسلامة في تصريح ل"الصباح" إن لهم حرية انشاء قائماتهم ولكنها لن تمثل الحزب في شيء فنحن لا نعترف بالموازي ومن أراد الترشح له ذلك شرط أن يتوجه للهياكل في النطاق المحلي والوطني." وكان القيادي عبد العزيز القطّي قد أوضح خلال حضوره أمس بقناة نسمة «أن الحزب شرع في التحضير للانتخابات البلدية القادمة، ويشهد ديناميكية عبر مواقفه وبياناته، مع وجود فريق يشتغل على تنفيذ الديناميكية والبرامج المنتظرة للحزب››. كما أشار، إلى وجود مزيد من التنظيم في نداء تونس، وتحديد المسؤوليات ومنح الفرص للكفاءات مع وجود أسماء جديدة ستلتحق بالنداء في وقت قريب. وبخصوص الانتخابات البلدية القادمة، قال القطي، إن ‹›النداء سيدخل بقائماته الخاصة ‹ونحن جاهزون لتقديم القائمات لهيئة الانتخابات في الموعد المحدد››، مضيفا، أن القائمات تشمل350 بلدية وسيتم الحسم فيها والمصادقة عليها، مؤكدا أنها قائمات ندائية 100 بالمائة، وفق تقديره.