بعد روايات «جمر النكايات» و«رأس الرجل الكبير» و«كان الرئيس صديقي» و»لقلبك تاج من فضة» وتحت المعطف»، التي ترجم بعضها الى اللغة الانقليزية صدرت للكاتب والإعلامي السوري عدنان فرزات رواية سادسة اختار لها عنوان «أسبوع حب واحد»، وقد صدرت سنة 2017 ضمن سلسلة إبداعات عربية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وهي أرفع واهم هيئة في مصر تتبع وزارة الثقافة المصرية و حلم كل الكتاب المصريين والعرب . في هذه الرواية تحدث عدنان فرزات عن طموحات الإنسان العربي الذي يعجز عن تحقيقها في بلده حيث لا مساعدة و لا تشجيع فيضطر الى الهجرة وينجح في تحقيقها في الغرب ويتميز بين ذوي نفس اختصاصه وهو ما حدث لبطل الرواية الشاب التونسي الذي عاش القهر والإحباط بعد ان فشل في تحقيق احلامه وطموحاته وعانى من التشرد والفقر والتهميش فهاجر الى اسبانيا حيث تمكن من مواصلة دراسته وأصبح أستاذا في جامعة برشلونة. عدنان فرزات السوري المقيم في الكويت تحدث «للصباح» عن بطله فقال انه شخصية واقعية وموجودة ومذكور اسمه الحقيقي في إهداء الرواية وهو تونسي وأضاف: «في الغرب يبدأ البطل بتأسيس وتحقيق حلمه بعد أن كان عاملا بسيطا في وطنه ثم حارسا شخصيا لشخصية سياسية ما لبث أن اكتشف زيف ما يدعيه شعبيا، وخلال ذلك يحقق الشاب تفوقه الدراسي الجامعي، فيسافر إلى إسبانيا حيث يلتقي ببروفيسور كان من الرواد الدائمين لملهى اشتغل فيه الشاب عند وصوله، فيلتفت البروفيسور-الذي له حكاية أخرى في الرواية- إلى ذكاء الشاب وتحصيله العلمي، فيدخله الجامعة ويمنحه الإقامة على مسؤوليته ليكمل دراسته، وليحصل بعد ذلك على الدكتوراه ويصبحان زميلين في كلية واحدة.» وهذا الخط الاول للرواية. اما الخطها الثاني فيوغل فيه عدنان فرزات في العوالم النفسية للشخصيات من خلال قصة حب غريبة تربط بين روائي كان صديقا للأستاذ الجامعي العربي وامرأة فاقدة للبصر، التقى بها صدفة فأطلعته على حكايتها فاكشف شخصيتها المثيرة للدهشة، و أنه بإمكانها ان تستعيد بصرها الذي فقدته على اثر صدمة نفسية عاشتها في مراهقتها. علما بان الكاتب عدنان فرزات متعود في كتاباته على الانطلاق من الواقع وتطعيمه بالخيال وهو ما انتهجه في روايته «كان الرئيس صديقي» التي صدرت عن دار المبدأ للنشر والتوزيع في الكويت وتحدث من خلالها عن الأحداث الجارية في سوريا، واختار ان يكون بطلها ضابط أمن يبوح بأسرار عمله بعد أن أحيل على التقاعد، حيث تم تكليفه من قبل مرؤوسيه بمراقبة فنان كاريكاتير يرسم عن الحريات وحقوق الإنسان، فتنشأ بينهما علاقة خفية ما تلبث أن تتحول إلى واقع يعيشه الضابط والفنان، فيصبح الأول على أثرها إنسانا مرهفا فينقلب على عمله السابق، وينخرط في الثورة. ولعله هنا يقصد شقيقه الكاريكاتوريست علي فرزات الذي عانى من ظلم النظام السوري وتم تعذيبه والتنكيل بأصابعه حتى لا يتمكن من الرسم والنقد والتشهير بالظلم والدكتاتورية. روايته «جمر النكايات» التي تطرقت إلى هشاشة التيارات السياسية العربية، وسلبية المعارضة ولإمكانية التعايش السلمي بين الاديان من خلال قصة حب بين فتاة مسيحية وشاب مسلم. بطلتها سيدة موجودة في الواقع ويعرفها الكاتب..قادت حراكا سياسيا رغم انها طاعنة في السن ضد مرشحين برلمانيين ،فتبنى حملتها مجموعة من البسطاء والمهمشين الذين وجدوا في هذه المرأة ضميرهم الصامت. تدخل المرشحة في صراعات وتواجه مؤامرات تنتهي بفشلها في الانتخابات،لكنها في الحقيقة تحقق نجاحا كبيرا تمثل في تسجيل صوت واحتجاج من كانوا يلوذون بالصمت في المدينة ويخافون من الفعل. رواية «راس الرجل الكبير» التي قدم فيها عدنان فرزات رؤية تحليلية للتعارض بين مطالب الناس البسطاء من جهة، وهيمنة رأس المال لدى رجال الأعمال من والأحزاب السياسية الهشة اللاهثة وراء مصالحها جهة أخرى. وعالج فيها قضية الثراء المفاجئ الناتج عن المتاجرة بالتاريخ، وظهور الطبقات الفاسدة في المجتمع السوري، وكثرة أصحاب المبادئ المزيفة، تنطلق من الواقع فترصد نبض الشارع وخاصة في الاحياء الشعبية المحيطة بمدينة حلب السورية مما يجعلها شهادة على العصر . وهي ايضا كأغلب رواياته ذات نهاية مفتوحة على كل الاحتمالات وتتضمن دعوة قارئها لان يساهم فيها بفكرة وان يواصل بنفسه كتابتها او انهاءها بما يتلاءم مع ما تراكم لديه من قراءات وترسبات وشهادات وهو طموح الكاتب لمتلقي معني لا بأسلوب السرد فقط يعجبه فيحاول ان ياتي مثله وانما ايضا بالمضمون يحاول ان يقيمه ويشارك فيه. يذكر انه الى جانب الروايات الست صدر لفرزات كتاب «لا تسأل أحداً: كتابة القصة على طريقة أحسن القصص»، وانه شارك في مسرحية قدمها المعهد العالي للفنون المسرحية على خشبة المسرح العام 2013 في مهرجان الكويت المسرحي المحلي بنص عنوانه «عنق الزجاجة»، وان روايته «رأس الرجل الكبير» تدرس لطلبة الدراسات العليا ضمن مادة أعراف الكتابة والتأليف في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس بالمملكة المغربية منذ سنة 2012.