طالب عدد من نواب الشعب أمس خلال جلستهم العامة الساخنة المنعقدة بقصر باردو بإقالة وزير التربية فورا وبتكوين لجنة تحقيق في حادثة الاحتراق التي جدت في المبيت المدرسي بتالة وأودت بحياة التلميذتين رحمة وسرور. أيمن العلوي النائب عن الجبهة الشعبية أطلق صرخة ألم وقال إن تونس عاشت أمس الأول 6 فيفري جديد.. وإضافة الى إحياء ذكرى الشهيد شكري بلعيد سقط شهداء جدد في هذا الوطن وتحديدا في تالة الشهيدة التي شيعت رحمة وسرور بسبب سياسات الذين من ليس في قلوبهم رحمة وسرورا.. وأضاف إن معهد تالة كان سببا في تكرر الاضرابات فالبناية متداعية للسقوط ولا تحتمل أرواحا بشرية وتعرضه الى حريق كان بسبب الإهمال والتهميش و"الحقرة" والنسيان وبسبب السلطة التي ليست لها علاقة بشعبها وبأطفالها.. وذكر العلوي أن قتل سرور ورحمة وقبلهما التلميذة هويدا في حاسي الفريد، كان نتيجة لسياسات استرجاع هيبة الدولة والاخلاق، وسياسات الناس الذين يخافون الرب والنبي.. سياسات يوسف الشاهد والباجي قائد السبسي ودولة راشد الغنوشي. عند هذا الحد.. تدخل محمد الناصر رئيس المجلس وقطع الصوت على العلوي، الأمر الذي أثار احتجاج نواب المعارضة، وتعالت أصواتهم عاليا للتنديد بما فعله الناصر، وأمام تلك الهجمة الشرسة أوضح رئيس المجلس أن كلام العلوي لا يندرج في جدول أعمال الجلسة العامة ودعاه الى أن لا يذكر رئيس الحكومة ورئيس الدولة، ثم أذن له بأن يواصل مداخلته.. وكان رد العلوي صاعقا اذ أعلن أسفه لأن رئيس المجلس يتحرج من ذكر رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية لكنه لا يخجل من تفحم جثة تلميذة، ودعا النائب مجلسه إلى أن يطلب من وزير التربية الاستقالة الفورية، وطالب بإحداث لجنة تحقيق لتحديد المسؤوليات في حادثة معهد تالة وبان يتم الشروع الحيني في تقديم التعويضات لعائلتي البنتين، ونبه نواب الائتلاف الحاكم بأن يكونوا في مستوى الفقراء وحذرهم من ان الثورة آتية.. وترحمت النائبة عن نداء تونس اكرام مولاهي على سرور ورحمة ودعت وزارة التربية ومندوبية التربية بالقصرين ومعهد تالة الى تحمل مسؤولياتهم وبينت انه يجب تذكر التلميذة هويدا ابنة حاسي الفريد التي لقيت حتفها في حادث مريع وهي في طريقها الى العمل في القطاع الفلاحي فقد كانت مضطرة للعمل لمساعدة اسرتها. وتساءل محمود القاهري النائب عن الاتحاد الوطني الحر بحرقة عن تصنيف القصرين في سلم اهتمامات الحكومة ان كان في المرتبة السعبين او المائة لان ما يحدث فيها غير عادي فبعد ان توفيت مؤخرا التلميذة هويدا في كامور حاسي الفريد، توفيت رحمة وسرور في المبيت، أما رمزي غرسلي فإن مستشفى سهلول رفض علاجه رغم تدخل وزارة الصحة من اجل إيوائه ولكنه عاد إلى منزله. وعبر وليد البناني النائب عن النهضة عن اسفه لما حدث لسرور ورحمة وهويدا ولعدم تفاعل أي مسؤول جهوي او وطني مع الإضراب العام في تالة وطالب بتحميل المسؤوليات في حادثة المبيت وبإقالة مدير المعهد في صورة عدم استقالته كما دعا مجلس نواب الشعب الى مساءلة وزير التربية حول وضعية المؤسسات التربوية التي هي في حاجة الى الصيانة. وبين مصطفى بن احمد رئيس الكتلة الوطنية انها ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها تلاميذ لحوادث مثل حادثة معهد تالة وفسر ان القضية تتجاوز هذه المأساة وذكر انه من السهل المطالبة بالإقالات وبالاستقالات لكن ايجاد الحلول عملية صعبة، ودعا بن احمد بدوره الى بعث لجنة تحقيق في الحادثة. وذكر رضا الدلاعي النائب عن الديمقراطية ان حركة الشعب تدعو وزير التربية الى الاستقالة وبين ان وفاة التلميذتين رحمة وسرور هي لحظة حزن وطنية وذكر انه لا بد من معالجة ملف المؤسسات التربوية التي تحتاج الى الصيانة. تحميل المسؤوليات يرى كريم الهلالي النائب عن افاق تونس ونداء التونسيين بالخارج ان الحادثة الاليمة في تالة هي لحظة خشوع وبين ان الدولة هي التي تتحمل مسؤولية ما حدث لرحمة وسرور.. وأضاف انه سبق لمجلس النواب أن صادق على ميزانية وقروض بمبالغ كبيرة لصيانة المؤسسات التربوية وعليه القيام بدوره الرقابي في علاقة بصيانة هذه المؤسسات وطالب الهلالي بعقد جلسة حوار مع الحكومة حول وضعية المؤسسات التربوية لمعرفة خطتها لتأهيل المدارس والمعاهد التي تعاني العديد من النقائص مثل غياب الماء وعدم توفر الحراسة.. وبين زهير المغزاوي النائب عن الديمقراطية انه يترحم على شهداء تالة ويحيي انتفاضة اهالي تالة وطالب بدعوة الحكومة لجلسة محاسبة عن تدهور الوضع الاقتصادي من تراجع لمخزون العملة الصعبة وارتفاع لنسبة التضخم ونقاش في البرلمان الاوروبي عن تصنيف تونس في قائمة سوداء للبلدان الاكثر عرضة لغسيل الاموال وتمويل الارهاب. وحمل المغزاوي مسؤولية ما حدث لرحمة وسرور لرئيس الحكومة ووزير التربية. وقالت سامية عبو النائبة عن نفس الكتلة إن الوزير الذي لا يستقيل رغم احتراق تلميذتين في مبيت دليل على أن الدولة لا تحترم نفسها.. واحتجت عبو بشدة على رئيس المجلس محمد الناصر لأنه قطع الصوت على زميلها أيمن العلوي بحجة أنه تحدث عن رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية وذكرته أن مجلسهم خرج من دائرة برلمان التجمع حيث كان الكل يصفق. وعقب عليها رئيس المجلس محمد الناصر أنه طبق النظام الداخلي وأن حرية التعبير مكفولة لكن ذكر الأسماء غير مقبول وبين ان مساءلة اعضاء الحكومة متواصلة وسيتم يوم السبت عقد جلسة مساءلة لثلاثة وزراء من بينهم وزير التربية. وفي نفس السياق اعتبر الجيلاني الهمامي النائب عن الجبهة الشعبية أن ما مارسه رئيس المجلس غريب ويتجاوز صلاحياته والنظام الداخلي للمجلس وابسط اخلاق التعامل الديمقراطي واحتج بشدة على مقاطعة زميله ايمن العلوي وعلى الطريقة التي يتعاطى بها الناصر مع النواب والتي تذكر ببرلمان العهد البائد.. برلمان التصفيق والمجاملات.. وذكر ان ما حدث في تالة تتحمل مسؤوليته منظومة الحكم كاملة. وطالبت صفية خلفي النائبة عن النهضة بفتح تحقيق جدي في حادثة تالة وباقالة مدير المعهد جراء تغافله في حين ذكر أحمد الصديق رئيس كتلة الجبهة ان ما وقع في تالة يتحمل مسؤولياته السياسية رئيس الحكومة ووزير التربية.. لان مديري واطارات تالة وجهوا اكثر من مراسلة للإشعار بوضعية المؤسسات، واستغرب من استغلال بعض النواب الحادثة لكي يطالبوا بإقالة مدير المعهد وطالبهم بعدم استغلال الوضعية لتصفية حسابات وايجاد كبش فداء.