بعيدا عن التشكيكات ورمي الاتهامات، يبدو أن للفساد وإهدار المال العام تشريعات وأوامر وقوانين تكرسه بدل أن تكافحه.. وان كثرة الحديث عن الفساد بنوعيه صغيرا كان او كبيرا فان الفساد يبقى فسادا. كغيره من القطاعات لم يسلم قطاع الدواء من اباطرة الفساد خاصة وانه بعد الثورة انتشرت عديد الظواهر من بينها تهريب الادوية من المستشفيات العمومية هذا بالاضافة الى توريد الدواء الذي يحتاج الى منظومة تشريعية تضبط الحاجيات. ويبدو ان توريد دواء جديد لمرضى التهاب الكبد الفيروسي والاستغناء عن الدواء القديم يطرح اكثر من تساؤل حول مصير هذه الادوية بعد ان تفقد صلاحياتها والكلفة التي تكبدتها منظومة الصحة العمومية لشراء هذه الاصناف التي تعد من الادوية الحياتية وهي بحسب المنشور عدد 78 لسنة 2008 يجب ان يتوفر لدى الصيدلية المركزية مخزون يغطي ثلاثة اشهر للادوية الاساسية والحياتية. في هذا الموضوع أفاد قيس بن احمد كاتب جمعية»Sos-hepatites tunisie «ل «الصباح» بان هناك مخزونا من الدواء موجه لمرضى التهاب الكبد الفيروس صنف «ب» سيقع إتلافه قريبا بعد ان يفقد صلوحيته وتقدر هذه الكميات بنحو 10 آلاف حقنة وذلك في بداية شهر افريل المقبل. وحسب بن احمد فهناك كميات من الدواء انتهت صلاحيتها منذ فيفري الماضي، مضيفا ان ثمن الحقنة الواحدة من دواء التهاب الكبد الفيروسي صنف «ب» ثمنها 500 دينار . كلفة المريض الواحد واعتبر كاتب عام جمعية « Sos-hepatites tunisie « هذا المخزون من الدواء الذي سيفقد صلوحيته يقدر ثمنه ب 5 ملايين دينار، مشيرا إلى أن تكلفة المريض الواحد بالتهاب الكبد الفيروسي صنف «ب» في السنة تناهز 24 ألف دينار حيث يستعمل 48 حقنة بمعدل حقنة كل أسبوع ثمن الواحدة 500 دينار. وتساءل بن احمد عن سبب عدم تمكين من لا يتمتعون بدفاتر علاج مجانية او بتعريفة منخفضة من مرض التهاب الكبد الفيروسي من هذه الكميات التي سيتم إتلافها خاصة وان أكثر من 240 ألف مريض في تونس يعانون من التهاب الكبد الفيروسي بصنفيه «ب» و»ج». مخزون استراتيجي.. «الصباح « اتصلت بايناس فرادي مديرة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة وقد أكدت توفر نوع جديد من الدواء موجه لمرضى التهاب الكبد الفيروسي صنف»ب» أكثر نجاعة وفاعلية بنسبة 100 بالمائة وهو متوفر حاليا بالصيدلية المركزية. وبالنسبة لكميات الدواء القديمة أفادت فرادي ان الصيدلية المركزية تعتمد دائما مخزونا استراتيجيئا من الدواء علما وان المنشور عدد 78 لسنة 2008 الصادر في 29 اوت 2008 اقر مسك مخزون استراتيجي من الادوية يضمن التزويد المحكم والمنتظم بالقطاعين الاستشفائي والخاص. كما تتولى الصيدلية المركزية اتخاذ التدابير الضرورية لمسك مخزون استراتيجي من الأدوية يعادل كميات مبيعاتها بالوحدة من كل صنف دوائي لفترة ثلاثة أشهر على الأقل وذلك بالنسبة لكافة أصناف الأدوية الموردة لفائدة كل من القطاعين الاستشفائي والخاص وكذلك بالنسبة للأدوية المصنعة محليا والمستعملة بالقطاع الاستشفائي مهما كانت طرق اقتنائها. وتتولى وحدة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة في بداية كل سنة تحديد مستوى كميات الاستهلاك ويؤخذ بعين الاعتبار تحديد حاجيات البرامج الوطنية للصحة ومتطلباتها. وحسب مديرة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة فقد ظهر النوع الجديد من دواء التهاب الكبد الفيروسي صنف «ب» في العالم سنة 2014وتم جلبه الى تونس مؤخرا لانه أكثر نجاعة من الدواء القديم. ونذكر ان وزارة الصحة وضعت في 2017 برنامجا يتمثل في اخذ اجراءات احتياطية تتمثل في ضرورة توفير لقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي صنف «ب» للرضيع خلال الساعات الاولى بعد ولادته لانه يقي من هذا المرض الخطير والصامت. إن التهاب الكبد الفيروسي من صنف «B» هو عدوى فيروسية تصيب الكبد ويمكن أن تتسبب في أمراض حادة ومزمنة على حد سواء وينتقل الفيروس من خلال ملامسة دم الشخص المصاب أو سوائله البدنية الأخرى. ويتوفر لقاح مضاد لالتهاب الكبد من النمط «B» منذ عام 1982. وهذا اللقاح ناجع بنسبة 95% في الوقاية من العدوى ومن الإصابة بالمرض المزمن وسرطان الكبد الناجم عن الالتهاب المذكور،وتشير التقديرات إلى أن هناك 240 مليون شخص في العالم مصابون بصورة مزمنة بهذا المرض في حين يقضي نحو 686 الف شخص نحبهم كل عام بسبب عدوى التهاب الكبد الفيروسي صنف «B «ويشمل ذلك تليف الكبد وسرطان الكبد.