فرض التطور التكنولوجي استغلال كل المواد المتوفرة بحرا وبرا في مجالات الصناعة والفلاحة والطب بطريقة مفيدة عند تطبيق معايير السلامة وتمثل خطرا كامنا في صورة العكس. من ذلك تعتبر مادة الزئبق من العناصر الكيميائية المستعملة بكثافة في عصرنا الحالي سواء في مجال صناعة الحواسيب والورق والمصابيح والبطاريات أو في المواد الطبية كموازين الحرارة والضغط وخاصة ملغم الأسنان الذي يستعمله أطباء الأسنان في علاج مرضاهم.. ويبدو أن تصاعد خطر المنتجات الزئبقية قد نبه الهياكل المهتمة دوليا وإقليميا ووطنيا ودفعها إلى ضبط استراتيجيات واضحة لحماية مستخدميه ومحيطهم. في هذا الإطار تندرج الندوة الجهوية حول مخاطر ملغم الأسنان ومادة الزئبق على الصحة والبيئة التي احتضنها نهاية الأسبوع الماضي احد النزل بمدينة بنزرت بسعي من جمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة ببنزرت ومساندة منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية، التحالف العالمي من اجل طب أسنان بلا زئبق، وزارة البيئة والتنمية المستدامة، وزارة المرأة والأسرة والطفولة والوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات.. وقد شهدت الندوة مداخلات هامة حول «مخاطر مادة ملغم الأسنان والزئبق على الصحة» .. «حق الطفل في صحة وبيئة سليمة خالية من الزئبق» .. «مخاطر مادة ملغم الأسنان والزئبق على البيئة وتطلعات اتفاقية ميناماتا للزئبق».. هذه المداخلات أمنها محمد ياسين الهاني مهندس صحة رئيس بالوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية والمنتجات، ذكرى الغربي المكلفة بنقطة اتصال الزئبق بوزارة البيئة وكوثر مخلوف رئيسة قسم بالمندوبية الجهوية للمرأة والأسرة والطفولة ورئيس جمعية حقوق الطفل ببنزرت. أهداف الحملة يلاحظ غياب تدخل لممثل عن عمادة أطباء الأسنان في الموضوع خاصة ان من أهداف حملة الجمعية تسليط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها المنتجون، الأطباء والمرضى من استخدام منتجات العنصر الكيميائي وبما في ذلك ملغم الأسنان بسبب النسبة العالية من الزئبق التي يحتويها والتي تصل إلى 50 بالمائة وأكثر وذلك عن طريق تعميم مفاهيم السمية البيئية والصحية للزئبق ودعم استعمال بدائل خالية منه.. ومن الأهداف متوسطة المدى للحملة تشجيع هيئات التدريس في كليات طب الأسنان على تغيير البرنامج التعليمي لصالح البدائل الخالية من الزئبق في الرعاية الترميمية كما تسعى الجمعية لصنع شبكة ضغط برلمانية وإدارية تساهم في اعتماد نصوص تشريعية تحظر استعمال الزئبق وتساهم في حماية صحة المواطنين والبيئة في تماه مع قرارات البرلمان الأوروبي الذي اصدر قانونا- يدخل حيز التنفيذ غرة جويلية القادم - يحظر استخدام ملغم الأسنان لدى الأطفال دون الخامسة عشر والحوامل والمرضعات وذلك في تطبيق لاتفاقية ميناماتا للزئبق التي أصبحت ملزمة لكل الدول في 26 أوت الماضي. ◗ ساسي الطرابلسي اتفاقية ميناماتا في ميناماتا التابعة لمقاطعة كوماموتو اليابانية تسمم 2265 ساكنا بالزئبق بين سنتي 1956 و2001توفي منهم 1784 كما تضررت بشدة الحياة البرية والبحرية في كامل المقاطعة. وكي لا تتكرر المأساة رأت الأممالمتحدة في 10 أكتوبر 2013 توقيع 128 دولة على اتفاقية -ميناماتا –. الرامية إلى خفض انبعاثات الزئبق والتحكم في سميته عبر مراقبة إنتاجه واستخدامه وخزنه بطرق واضحة ومعايير عالمية. وبعد 4 سنوات ونصف على إعلانها فان تطبيقها يتم حاليا في 89 دولة أهمها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي صادقت عليها في 6 نوفمبر 2013 تليها اغلب الدول الأوروبية ثم سوريا في 26 جويلية 2017 فيما اكتفت تونس بالتوقيع على الاتفاقية يوم 10-10-2013 دون عرضها على مجلس النواب للمصادقة النهائية عليها .