اذا كانت العديد من المناطق بمعتمدية ساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف تعتبر في السابق من بين المناطق الفلاحية بامتياز وكانت تنتج العديد من أنواع الخضر والغلال والأشجار المثمرة الا انها تظل مشهورة بزراعة التين الشوكي او ما يسمى ب«الهندي» وقد كانت الدولة في السبعينات والثمانينات تدعم فلاحي الجهة ماديا وتشجع على غراسة الهندي سواء منه الشوكي او الاملس الصالح في تلك الفترة كعلف للدواب وقد تميزت العديد من المناطق على غرار الطابية وسيدي رابح وعين الكرمة وفرشان وجرادو... بتوفر مساحات هامة انتشرت فيها كروم الهندي الذي اعتمد كعلف للحيوانات وثمرته كغذاء للسكان البسطاء ولئن حظي الهندي في السنوات الاخيرة باهتمام العديد من المستثمرين خاصة بالولايات المجاورة منها ولاية القصرين واصبحت له مكانة متميزة في مجال الغلال البيولوجية وكذلك في الصناعات التحويلية حيث تم استخراج مستخلصات الهندي مثل زيت قلوب الهندي واستخراج غبرة الهندي لصناعة مواد التجميل البيولوجية وكذلك استغلال كروم الهندي وما يعرف بالظلف لصنع مواد غسيل الشعر البيولوجي، وبالتالي اصبح لمنتوج الهندي رواجا كبيرا وبات قبلة للمستثمرين المصدرين الا ان المساحة الجملية المخصصة لثمار الهندي بمعتمدية ساقية سيدي يوسف تقلصت بحكم الاستغلال المفرط لها في مجال تغذية الحيوانات خلال السنوات الأخيرة الى جانب عزوف الفلاحين على تجديد المساحات وذلك في غياب التشجيع من السلطات المعنية مع ان هذه النبتة وبالمقارنة مع عدة ثمار أخرى غير مكلفة ولا تحتاج لكميات هامة من الامطار وقد كانت محل اهتمام الفلاحين بهذه لربوع خلال القرن التاسع عشر فلماذا لا تتجه المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالكاف نحو هذه المناطق وتحيي المساحات خاصة منها المتاخمة للغابات والتي تسمى من قبل الأهالي بطوابي الهندي حيث أصبحت خلال السنوات الأخيرة معرضة للانجراف والتصحّر!!!