تعتبر ولاية القصرين من أبرز الولايات المنتجة للتين الشوكي المعروف بالهندي أو سلطان الغلة، الذي ينتشر في كافة الولاية لاسيما في شمالها أي في تالة وزلفان والذي يحتوي على فوائد مذهلة. وكان العديد من أهالي القصرين في السابق يتحولون اثر فترة الصيف إلى مجالات غراسة الهندي «للتخريف» على هذه الثمرة التي تعتبر أهم النبات النّافع للفقراء خاصة في زلفان وسمامة وبولحناش، ويوجد نوعان من الهندي، الهندي الشوكي والهندي الأملس أو الذي يسميه الأهالي بالهندي البيوضي، وقد شهدت هذه النبتة التي تسمى بالعامية ب"الكَرْد" اهتماما واسعا خلال السنوات الأخيرة من قبل الأهالي وحتى من قبل الدولة ناهيك أن هناك منطقة كاملة تسمى هندي الدولة وذلك بتحويل مجالات غراسة الهندي الى ضيعات مثالية تعتمد آلية الري قطرة قطرة وتتم عملية التسويق في أسواق الجمهورية التونسية وحتى خارجها. المعروف على نبتة الهندي أنها تتوفر على قيمة غذائية هامة قادرة على مقاومة الجوع لفترة طويلة نظرا لاحتوائها خاصة على مادة السكر، ولعل هذا ما جعل الأهالي يطلقون عليه عبارة سلطان الغلة، ويستهلك سكان القصرين الهندي سواء بأكله ناضجا أو تحويل قشرته إلى «شريحة» تحضر بطريقة علمية وتكون قادرة على البقاء فترة طويلة تصل إلى أشهر صالحة للأكل كما شريحة الكرموس، كما يُصنَعُ منه الرُّبْ وهو عملية تحويل تقليدية تشبه مادة المعجون، وتستهلك قشرة الهندي التي تسمى محليا «اللُّوش» الحيوانات في أرياف القصرين وهو ما يوفر على الفلاح مصاريف علف هذه الحيوانات وخاصة منها صنف الخيول والماشية. من الخصائص الايجابية لنبتة الهندي كذلك كروم الهندي المعروفة محليا بمصطلح «الضلفاية» التي تحتوي على مواد يمكن تحويلها صناعيا لصنع مواد التجميل البيولوجيةخاصة، ويوجد بالجهة مصنعا لرحي قلوب الهندي وتحويله الى زيت وتصديره إلى الخارج بأثمان باهظة على ملك مستثمر من الجهة وهو محمد الراشدي البناني، حيث يباع اللتر الواحد في أوروبا ب800 يورو ولتوفير لتر وحيد من الزيت لابد من توفير طن من الحبوب ويحتوي زيت قلوب الهندي على الفيتامين E المضاد للأكسدة والنافع لنظارة البشرة والجلد، كما يستخرج الصابون أيضا من قلوب الهندي، كما يمكن تحويله إلى معجون هندي على غرار بقية الغلال، وبالتالي فهو قادر على دفع عجلة التصنيع وتحويل الجهة إلى منطقة مختصة في الصناعات التحويلية لو أضفنا إليه تحويل بقية الغلال التي تشتهر بها القصرين إلى معجون على غرار التفاح والمشمش والخوخ، ولكن للأسف لا يوجد ولو مصنع وحيد مختص في مثل هذه الصناعات في جهة القصرين. هذا وقد شهد التين الشوكي (الهندي) اهتماما من قبل الأوروبيين لاسيما الدولة السويسرية من خلال إقرار مشاريع خاصة بهذه النبتة بالشراكة مع المندوبية الجهوية للفلاحة والصيد البحري واتحاد الفلاحين بالقصرين تهدف إلى تطوير غراسة الهندي وجعلها أكثر علمية وبالتالي مردودية حسب ما صرح به السيد محمد الناجم طرشي رئيس اتحاد الفلاحين بالجهة.