مثل أمس أمام أنظار الدائرة الجنائية الخامسة المختصة بالنظر في القضايا ذات الصبغة الإرهابية متهم شاب أحضر بحالة إيقاف فيما لم يحضر بقية المتهمين وعددهم أربعة (ثلاثة منهم أحيلوا بحالة فرار) لمقاضاته من أجل تهم تتعلق بالانضمام الى تنظيم إرهابي والدعوة للانضمام والتحريض وتوفير الدعم والاشادة والتمجيد بأحد التنظيمات الإرهابية وعدم اشعار السلط وقررت المحكمة اثر الجلسة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم لاحقا. منطلق الأبحاث في قضية الحال كان على اثر الاشتباه في جملة المتهمين الذين قاموا بمبايعة تنظيم «داعش» وقد كان المتهم الماثل امام المحكمة يعمد الى التحريض والتأثير على احد المتهمين من خلال عرض مقاطع فيديو للعمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم «داعش» معتبرا ان هذا التنظيم «سيكون نصرة للمسلمين» كما كان يعمد الى التواصل مع بقية المتهمين وعناصر أخرى من خلال حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك». وبعد إجراء الأبحاث والتحريات اللازمة أمكن للوحدات الأمنية بإذن من السلط القضائية إيقاف متهمين من بينهم المتهم المذكور بعد أن حجزت لديه مقاطع ذات منحى تكفيري واحالته على أنظار القضاء. الاستنطاقات.. باستنطاق المتهم أنكر التهم الموجهة اليه مؤكدا أنه خلال فترة معينة تأثر بتنظيم «داعش» الا انه سرعان ما راجع نفسه نتيجة ما قام به هذا التنظيم من اعمال إرهابية وتحديدا ما حصل من احداث بمدينة بن قردان حيث قطع صلته مطلقا بكل من له صلة أو علاقة بتلك التنظيمات الإرهابية. وبخصوص علاقته ببقية المتهمين أوضح أنه يعرفهم بحكم علاقة الجوار وأنه يشاهدهم بأحد الجوامع عندما يتوجه لأداء الصلاة. المرافعة.. رافع لسان الدفاع عن المتهم موضحا أن منوبه يجهل اللغة العربية وهو أميّ وأن المراسلات التي كانت موجودة على شبكة التواصل الاجتماعي باللغة العربية لم تكن صادرة عنه. وأضاف لسان الدفاع أن المتهم الثاني المدعو»س.د» قام بإنزال إمام بأحد الجوامع بجهة المنيهلة ليأخذ مكانة لامامة المجموعة عوضا عنه، كما أنه وقعت محاولة انتدابه من قبل المدعو حسام العبدلي (الانتحاري الذي نفذ عملية الهجوم الإرهابي الذي استهدف حافلة الامن الرئاسي بشارع محمد الخامس سنة 2015) لينفذ عملية محمد الخامس بدلا عنه. وأوضح محامي المتهم في مرافعته أن تهمة الانضمام الى تنظيم ارهابي لا تستقيم واقعا ولا قانونا وأن منوبه لم ينتمي البتة الى أي تنظيم ولا توجد أي قرينة تثبت أنه فعلا انتمى لأي تنظيم ارهابي، وأضاف ان سبب اقحامه في قضية الحال هو تردده على احد الجوامع وربما تزامن ذلك مع وجود بعض العناصر التي كانت لها علاقة بعدد من التنظيمات الإرهابية والتي كانت تعقد اجتماعاتها هناك دون أن يكون منوبه طرفا فيها. وبخصوص تهمة التحريض وتوفير تدريبات أوضح لسان الدفاع انه لم تصدر عن موكله اية أفعال تؤكد صحة تلك التهم فضلا عن انه لم يدع أي شخص للانضمام الى تنظيم إرهابي وبخصوص تهمة إفشاء وتوفير ونشر معلومات فان الأمر وقع تضخيمه خاصة وأن الأفعال الموجودة مقتضبة اذ نجد جريمتين او ثلاث والفعل واحد على حد تعبيره. وانتهى لسان الدفاع إلى أنه لا وجود بملف القضية لعناصر ادانة منوبه طالبا الحكم بعدم سماع الدعوى في جميع التهم واحتياطيا التخفيف عنه قدر الإمكان خاصة بشأن تهمتي عدم اشعار السلط والإشادة والتمجيد.