ان التطور التقني والالكتروني والرقمي بقدر ما أفرز تقدما كبيرا في كل المجالات الحياتية، فان مخاطره تبقى قائمة بدورها مما يبرز أهمية الأمن الإلكتروني والحاجة لحماية المنشآت الحيوية من الهجومات الإلكترونية (القرصنة) مع تحديث وتطوير نظم المعلومات والاتصالات من خلال تقديم خدمات للجهات الحكومية والخاصة. ويبقى هذا الدور غير مقتصرا على وزارة الداخلية ووزارة تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي أو الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية، بل هي مسؤولية مشتركة لكل الجهات حيث تعتبر مسؤولية الأمن الإلكتروني مسؤولية مشتركة بين كل الهياكل للحد من التهديدات. وفي هذا الاطار، احدثت ألياسارت، Alliacert (computer Emergency Response Team)، أوّل مركز استجابة للطوارئ المعلوماتية تمّ إطلاقه من قبل القطاع الخاص في تونس وهو مركز يتبع ومنذ سنة 2017 الشركة العالمية في المجالenergy vinci برقم معاملات 4 مليارات تقريبا وتعمل الشركة في مجال البنية التحتية والربط عن بعد. مهام مركز الاستجابة للطوارئ المعلوماتية CERT اليقظة ورصد المخاطر الموجودة وتبادل المعطيات والمعلومات الدقيقة مع المراكز المماثلة على الصعيد الدولي. وAlliacert، فرع من فروع Alliacom، مركز الاستنفار واليقظة والتدخل السريع ضد الهجمات المعلوماتية. وهي وحدة تضمن لحرفاء الشركة خدمات الإعلام والتحذير والتصدي للهجمات وضمان السلامة المعلوماتية. وتأسست Alliacom سنة 1994 في ظل وجود حاجة ملحة لتقديم الاستشارة والنصح للمؤسسات التي تؤمن حاجيات الاتصال والشبكات والأنظمة الاتصالية. وCert ، تسمية عالمية تخص مركز الاستجابة للطوارئ المعلوماتية تم إحداثه في تونس سنة 2005 وهو موجود بالوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية. وهو متحصّل على الإعتراف الدولي من قبل FIRST )المنتدى العالمي لمراكز الإستجابة للطوارئ المعلوماتية). وفي سنة 2005، اهتمت Alliacom بمجال حلول السلامة عبر تقديم خدماتها وتشغل اليوم حوالي 40 مختصا وخبيرا. وتتوجه Alliacert للسوق الفرنسية والإفريقية مع وجود فرع لها في تونس. وحول المركز ومهامه، صرح أحمد السويح مدير فرع تونس في لقاء مع «الصباح» ان «Alliacert » تهدف إلى تقديم خدمات ذات قيمة مضافة عالية الجودة في ميدان الأمن المعلوماتي وتضع على ذمة حرفائها من القطاع الخاص مجموعة من الخدمات تخص الإنذار والإعلام والمراقبة والتحليل هذا بالإضافة إلى المساعدة في التعامل مع الحوادث الأمنية والهجمات الالكترونية». وأضاف:«بالنسبة لخدمة الإنذار، فهي تهم تقديم معلومات دقيقة وآنية عن التهديدات والثغرات الأمنية ونقاط الضعف الحالية أو الناشئة (فيروسات، مخاطر...) بالإضافة إلى توفير تدابير استباقية أو حلول للحد من آثارها وذلك بالتنسيق مع المراكز المماثلة على الصعيدين الإقليمي والدولي ومختلف المصنعين والجهات المختصة. أما خدمة الإعلام، فتتمثل في تقديم المركز مجموعة من الأخبار والمستجدات التي تخص ميدان الأمن المعلوماتي والميدان التنكولوجي عامة. هذا وتمكن هذه الخدمة حرفاء المركز من مجموعة من التقارير الفنية والمقالات المتخصصة في الميدان. وبخصوص خدمة المراقبة، فتهدف إلى تحليل التهديدات الأمنية المحتملة التي تستهدف النطاق الخاص بحرفائنا (نطاق، موقع واب، مجال الرسالات الالكترونية). ومن خلالها يتم جمع كل المعلومات حول الهجمات من خلال ما يتم نشره ومن خلال الدوائر المغلقة لقراصنة المعلومات(هجمات التصيد، اختراق المواقع، تعطيل الخدمة، البريد المزعج، الخ). وفيما يتعلق بالتحليل، فان هذه الخدمة تخص مساعدة الحرفاء على تحليل الحوادث الأمنية التي تتعلق بتقنية المعلومات والاتصالات بالإضافة إلى تحليل البرامج الخبيثة وملفات آثار الهجمات الداخلية والخارجية». وحسب السويّح فان المركز ساعد ومنذ إحداثه في تمكين الجهات الحكومية والقطاعات الحيوية العمومية والخاصة بما في ذلك البنوك، من التصدي لعديد الهجمات الالكترونية وتطبيق أفضل معايير الحماية، والحصول على معلومات استباقية ضد محاولات القرصنة الى جانب رصد المواقع الوطنية وحتى الدولية وحمايتها من الاختراق الذي مس عددا من المؤسسات ونجحت الشركة في محاصرة الهجمة وإنقاذ المنظومة المعلوماتية لهذه المؤسسات وهو ما جنبها خسائر بالمليارات واضطراب في منظومتها المعلوماتية والمهنية.