المخرج محمد شلوف: مناسبة أخرى للتعريف بصناع سينما غير محظوظة ترويجيا وتجاريا تونس – الصباح تم اختيار فيلم "الطاهر شريعة تحت ظلال الباوباب" لمحمد شلوف للمشاركة في مهرجان السينما الإفريقية بنيويورك في دورته الخامسة والعشرين ليكون موعد العرض يوم 17 من الشهر الجاري. وهو اختيار اعتبره مخرج الفيلم تكريما آخر للسينما الإفريقية بشكل عام ولرائد السينما التونسية الطاهر شريعة ومن جايله من سينمائيين تونسيين وأفارقة ليكون الفيلم عودا لبدء تجارب الفن السابع في تونس والقارة الإفريقية في الستينات من القرن الماضي. خاصة أن دورة هذا العام من المهرجان العالمي تخصص للذاكرة وتكريم قيدومي السينما في القارة الإفريقية وذلك في إطار الاحتفال بمائوية ميلاد المناضل نيلسون مانديلا من جنوب إفريقيا. وسيكون عرض الفيلم بقاعة "لنكولن" التي تخصص لعرض الأفلام الوثائقية الرائدة في العالم وليس للأفلام التجارية. وقد عبّر محمد شلوف عن سعادته بهذا الاختيار والمشاركة قائلا: "لا أخفي فرحي وسعادتي بهذه المشاركة في مهرجان في قيمة وحجم مهرجان السينما الإفريقية بالولايات المتحدةالأمريكية خاصة أن الفيلم الوثائقي ومنذ خروجه للعرض سنة 2015 حظي بالمشاركة في عديد التظاهرات من جنوب المتوسط على غرار "الفيسباكو" بواغادوغو ومدغشقر والمغرب فضلا عن المشاركة في مهرجانات ببلدان أوربية كفرنسا والبرتغال وإيطاليا ومنذ مدة قصيرة كان حاضرا في مونريال بكندا. لذلك أعتبر هذه المشاركة مناسبة أخرى ليعرض الفيلم أمام فئة أخرى من جمهور "الشمال". وتجدر الإشارة إلى ان الفيلم الوثائقي "الطاهر شريعة تحت ظلال الباوباب" مدته 71 دقيقة، لا يقتصر على التوثيق لأب السينما التونسية ومؤسس مهرجان أيام قرطاج السينمائية وغيرها من المهرجانات في إفريقيا أساسا منها "الفيسباكو" الذي تأسس بعده بثلاث سنوات، فحسب بل هو ذاكرة للسينما الإفريقية باعتباره يوثق أيضا لأبرز السينمائيين الذين قادوا وصنعوا المبادرات الأولى للسينما الهادفة في القارة السمراء بعد استقلال بلدانها على غرار توفيق صالح وعطيات الأبنودي من مصر التي قدمت أفلام ملتزمة بقضايا المرأة إضافة إلى صمبان عصمان من جنوب افريقيا ومصطفى آلاسان من النيجر الذي يعد أول مخرج في إفريقيا للسينما المتحركة إلى جانب أيضا الإيفواري تيميتي باسوري وغيرهم من رموز السينما الإفريقية. والهام في هذا الاختيار أيضا، وفق ما بينه مخرج الفيلم ل"الصباح"، أنه يساهم في التعريف بالسينما الإفريقية بما في ذلك التجارب التونسية وتأكيد عراقتها وفرادتها وتميزها على عدة مستويات على اعتبار أن السينما الإفريقية ليست محظوظة في التوزيع التجاري من ناحية أو في التلفزات العربية أو الإفريقية المحلية بصفة خاصة من ناحية أخرى. وأضاف قائلا: "هذا الفيلم الوثائقي الهام لا يزال يحظى بالطلب من عديد المهرجانات والتظاهرات الدولية ومن المنتظر أن يعرض في بلدان أوروبية وعربية وافريقية أخرى في الفترة القادمة من بينها فرنسا. فهو يعد وثيقة متحركة لتاريخ نشأة السينما في تونس وفي إفريقيا باعتبار أن الراحل الطاهر شريعة كان مرجعا أساسيا لأغلب السينمائيين في بلدان عربية وإفريقية". في جانب آخر من حديثه أفاد محمد شلوف أنه يواصل انجاز عمله الوثائقي الذي يتمحور حول مجموعة من الإيطاليين الذين يقيمون بتونس منذ فترة الاستعمار الفرنسي وكانوا ضد الفاشية وتيار موسوليني الفاشي ولكنهم مناصرين لحقوق الإنسان وقريبين من حركات التحرر الوطنية. وبين أن محدودية الإمكانيات حالت دون إتمام هذا المشروع الجديد ليظل معلقا في انتظار توفر الدعم أو الإمكانيات المطلوبة.