تعيش معتمديات ولاية منوبة خلال هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان ركودا ملحوظا للحركة التجارية المتعلقة بإقتناءات ملابس العيد من ولعب وحلويات حيث خلت متاجر الملابس الجاهزة من الحرفاء ماعدا من البعض القليل الذي حافظ بطريقة أو بأخرى على وفائه لعادة التسوق أواخر الشهر الفضيل رمضان. وقد أكد عدد ممن تحدثت لهم"الصباح" من تجار على تراجع إقبال المواطن على اقتناء لباس العيد خلال بداية النصف الثاني من شهر رمضان لهذه السنة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية وذلك بتقلص عمليات البيع والشراء بشكل كبير ويكاد يكون محبطا ما أنتج حالة من الكساد في ظل استعدادات كبيرة من قبل التجار لتلبية حاجيات العائلات من ملابس العيد من خلال تنويع المبيعات وعرض أسعار تخدم مختلف الشرائح الاجتماعية وفي هذا السياق يقول العربي الجندوبي صاحب محل ملابس جاهزة بجهة طبربة أنه وفر نوعيات مختلفة من الملابس لكل الأعمار وبهامش ربح يراعي المقدرة الشرائية للمواطن على ان يكون التركيز موجها للعب على ترويج أكبر كمية من المبيعات وهو ما لم يحصل إلى حد أسبوع قبل حلول عيد الفطر الأمر الذي أصبح يشكل تهديدا لمستقبل المهنة في مثل هذه المدن الصغيرة التي طالما كانت فيها محلات الملابس الجاهزة المحلية ملاذ الفئات الاجتماعية المتوسطة و الضعيفة إذ بتأكد تواصل الكساد الحاصل خلال الأيام القادمة فإن الضربة ستكون موجعة للتجار الذين عانوا الأمرين خلال الأيام العادية على مدى السنوات الأخيرة وينتظرون تجاوز خساراتهم المستمرة بتحرك تجارتهم بمناسبة عيد الفطر.. كساد اتسعت رقعته ليشمل لعب العيد فخلال جولة قامت بها "الصباح" في أكثر من مدينة بولاية منوبة لاحظنا تراجع عدد باعة اللعب بالفضاءات المعتادة كسوق شباو بوادي الليل ، محيط جامع النور بدوار هيشر، شارع بورقيبة ببرج العامري ونهج السبتة بطبربة وهو ما يعيده ممارسو هذه التجارة للمحاصرة الشديدة لهذه البضائع وتعسر الحصول عليها ما تسبب في ارتفاع أسعارها التي تجاوزت المقدرة الشرائية للمواطن الذي أصبحت اقتناءاته مقتصرة على"النفاخات"دون غيرها.. مقابل ذلك تشهد نصب"الفريب" ومحلاتها انتعاشة قصوى هذه الأيام سيما "الفريب الرفيع" الذي يوفر حاجة صاحب العائلة من الملابس بضمان جودة رفيعة و سعر مناسب و قد شهد سوقا السعيدة وطبربة توافد عدد كبير من المتسوقين من سكان الجهة وخارجها خاصة من المناطق الريفية الذين اختاروا ما يعرض في الأسواق الأسبوعية من ملابس مستعملة ولعب على ما يعرض في الدكاكين والمحلات فقط هدفهم في ذلك إرضاء أبنائهم بأي شكل من الأشكال.. وينسحب نفس الوضع على محلات صنع الحلويات والمرطبات التي تشهد بدورها ركودا يمكن اعتباره منطقيا بالرجوع إلى ما يعيشه المواطن من عجز يترجمه غياب أي جاهزية أو قدرة تذكر لمجابهة مصاريف العيد التي تأتي لتزيد من انشغالات العائلات وتشتت أفكارها.. ويبقى انتظار تحرك عجلة البيع والشراء خلال ما تبقى من أيام وليال في شهر الصيام سيد الموقف بأمل حدوث ذلك مع التنزيل الاستثنائي للجرايات الذي أعلنت عنه الحكومة. عادل عونلي