سجلت بداية شهر اوت الجاري نفوق كميات هامة من الأسماك بمختلف الأنواع والأحجام من بحر شاطئ السلام بقابس. وقد أثارت هذه الوضعية حفيظة وغضب البحارة خاصة وأن مثل هذه الظاهرة قد تكررت أكثر من مرة منذ السنة الفارطة ما أثر سلبا على أوضاع البحارة الإجتماعية و مردودهم الإقتصادي. ويعيد البحارة اسباب تكرر حادثة نفوق الاسماء في السنوات الاخيرة الى تمادي الوحدات الصناعية بالمجمع الكيميائي التونسي بقابس في إلقاء الفضلات الكيميائية السائلة بالبحر مما ساهم في تردي المنتوج البحري بالمنطقة. ويرجح عدد من العاملين في قطاع الصيد البحري بالجهة تسجيل هذه الظاهرة البيئية إلى تسرب مادة سامة من أبرزها مادة الأمونياك الملقاة في البحر من وحدات الإنتاج الكيميائي وهو ما يتطلب من المواطنين أيضا توخي كل الحذر من إستهلاك بعض أنواع من الأسماك المتأتية من شاطئ قابس والمعروضة بالأسواق. وتطالب نقابة الصيد الساحلي بقابس مختلف الهياكل الجهوية والمركزية بضرورة التدخل العاجل من أجل وضع حد لمثل هذه الحوادث البيئية الناتجة عن إنتهاكات المجمع الكميائي بقابس التي إمتدت على مدى أكثر من 40 سنة نظرا لإسهامها في حرمان عديد العائلات من الحصوصل على قوت يومهم وأكدت على عزم منظوريها القيام بتحركات إحتجاجية والتصعيد في صورة التراخي في أخذ مواقف إيجابية من شانها أن تساهم في الحد من هذه الإنتهاكات البيئية. ويذكر ان عددا من البحارة وأهالي قابس قد نفذوا وقفة احتجاجية اول امس الإثنين، أمام دائرة الصيد البحري التابعة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية للتعبير عن غضبهم من الحادثة التي شهدتها سواحل الجهة. وانتقد المحتجون من صيادة ومواطنين عدم تدخل المسؤولين وتفاعلهم مع حادثة نفوق الاسماك التي تكررت مطالبين بإيجاد حل جذري لمشكل التلوث في الجهة. وتكفلت جمعية شط السلام للتنمية المستدامة بتوفير عدل تنفيذ لمعاينة الحادثة وآثارها. وحسب رئيس الجمعية نزيه العودي فإن الخطوة اللاحقة سيتم خلالها المرور الى رفع قضية عدلية بالمجمع الكيميائي التونسي. من جانبها اكدت جوهرة شهباني مهندسة ورئيسة مصلحة بدائرة الصيد البحري بقابس، في تصريح اعلامي أنه على اثر ظهور كميات هامة من الأسماك على سواحل قابس وخصوصا بشواطئ كل من الكازمة والكازينو وشط السلام تحول فريق مكون من طبيب بيطري عن دائرة الإنتاج الحيواني ومختص عن دائرة الصيد البحري الى الجهات المذكورة لمعاينة الوضع وقد تبين أن أغلب الأسماك المتضررة تنتمي الى عائلة «البوري» وهي تحديدا «النميلة» و»كرشو» و»جفاو». وقد قام الفريق المكلف برفع عينات من الأسماك والتربة والماء وإرسالها الى مخابر البحث بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار بصفاقس وتونس للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة. و عن الاحتمالات التي يرجح أن تكون وراء خروج هذه الأسماك على الشواطئ، أوضحت جوهرة شهباني أن فرضية تسرب مادة سامة لمياه البحر من الفرضيات الواردة ويرجح أن يعود نفوق الكائنات البحرية إلى ظاهرة طبيعية تتكرر بمختلف السواحل وتتمثل في نمو بعض أنواع الطحالب البحرية بفعل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة مما يترتب عنه اختناق هذه الأسماك. وأشارت إلى أنّ التحاليل التي تجريها حاليا المصالح المختصة ستفضي الى النتيجة النهائية في قادم الايام وسيتم نشر بلاغ في الغرض.