رغم ما تملكه من قدرات عسكرية هائلة، ورغم كل الدعم الذي تلقاه، ليس من الولاياتالمتحدة فحسب، بل ومن روسيا أيضا، التي اكتفت حتى الآن بالتفرج على الطائرات والصواريخ الاسرائيلية وهي تنتهك الأجواء السورية وتغير على مواقع لقوات حليفها السوري، إلا أن محاولات حكام تل أبيب التصدي لأية مساع لتطوير قدرات الجيش السوري وقوات حلفائه، وبالخصوص منهم تنظيم «حزب الله» اللبناني قد باءت بالفشل، حيث نجح الحزب - رغم أنف بنيامين ناتنياهو وقياداته العسكرية - من امتلاك قدرات وتقنيات صاروخية جديدة أكثر تطورا مما كان بحوزته حتى الآن كما أكده أمس زعيمه حسن نصر الله. تطور يضاف إليه اكتساب الجيش السوري من ناحيته من الخبرة الحربية ومن تقنيات القتال ما أهله للتعامل بفعالية مع كل عدوان جديد، وجعله ينجح في أكثر من مناسبة في الدفاع عن نفسه وصد معظم الصواريخ والطائرات المعادية التي استهدفت مواقعه. معطيات من شأنها أن تقلب موازين القوى الحالية التي ظلت إلى حد الآن تميل بوضوح لصالح الكيان الاسرائيلي، ولا شك أنها سترغم ناتنياهو وزمرته الصهيونية المتطرفة من الآن فصاعدا على التفكير بدل المرة عشرات المرات قبل الاقدام على أي مغامرة عسكرية غير محسوبة مستقبلا، لأن الرد عليها سيكون حتما فوريا وصاعقا هذه المرة على خلاف المرات السابقة. لقد استطاع الاسرائيليون مستفيدين من التواطؤ الواضح لمعظم القوى الغربية الفاعلة على الأراضي السورية وللروس بالذات، التجوال طولا وعرضا في الأجواء السورية والقيام بالعدوان تلو الآخر دون خشية اعتراض أو محاسبة، لكن هذا الوضع في سبيله إلى التغير . لا بد أن يدرك الكيان الاسرائيلي منذ الآن أن زمن السيطرة المطلقة والافلات من العقاب في طريقه إلى الاندثار وأن لا يراوده شك في مدى صحة التصريحات التي أدلى بها زعيم حزب الله بالأمس بخصوص امتلاكه القدرة على رد العدوان والدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع العدو وضربه في عمق أراضيه... فقد أثبتت التجربة أنه لا ينطق جزافا وأنه يعي تماما ما يقول، ولا نعتقد أن قيادات الاحتلال الاسرائيلي قد نسيت تجربة محاولة العدوان على لبنان وكيف نجح «حزب» في إلحاق هزيمة نكراء ب»الجيش الذي لايقهر» على الرغم من حيازة قدرات عسكرية محدودة للغاية بالمقارنة مع الآن.