جدد يوم الثلاثاء الماضي رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، عبد المجيد الزار، خلال لقائه رئيس الحكومة يوسف الشاهد، الدعوة للتعجيل بتفعيل آليات صندوق الجوائح الطبيعية في ظل تواتر وتعدد الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية وما تخلفه من اضرار جسيمة على القطاع الفلاحي. دعوى تاتي في وقت يفترض فيه ان الإجراءات الخاصة بإحداث صندوق تعويض الأضرار الفلاحية الناجمة عن الجوائح الطبيعية قد انتهت، وصدرت اوامره الترتيبية وبدا العمل به فعليا. فصندوق الجوائح الطبيعية الذي تم احداثه رسميا بمقتضى الفصل17 من قانون المالية لسنة 2018 قد اكد في شانه المدير العام للتمويل والاستثمارات والهياكل المهنية بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد الرؤوف العجيمي في تصريح له شهر فيفري الماضي، انه سيدخل حيز العمل موفى الثلاثي الأول من السنة لتسجل اليوم انطلاقته تاخير بحوالي ال6 اشهر ويكون لها اثر اعمق بعد ما خلفته أمطار أوت وسبتمبر الجاري من أضرار شملت الأراضي الفلاحية والمواشي والآبار وبيوت النحل.. تاخير، يعيده عبد الرؤوف العجيمي في تصريحه ل«الصباح» الى طول المعاملات الادارية وتعدد الهياكل المعنية بتفعيل الصندوق والتي تشمل وزارة مالية ووزارة الفلاحة ورئاسة الحكومة والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري. ويؤكد العجيمي على ان تركيز صندوق الجوائح الطبيعية لن يتجاوز الاسبوع القادم، فبعد إصدار الامر الترتيبي الاول الخاص بالمعاليم التضامينة يوم 16 اوت الماضي ينتظر ان تشهد الايام القادمة التاشير على الامرين المتبقيين من قبل رئيس الحكومة( تفعيل الصندوق مرتبط ب3 اوامر ترتيبية). وينتهي بالتالي مسار تفعيل صندوق الجوائج الطبيعية بامضاء الاتفاقية بين وزارة المالية والمؤسسة التي سيتم تعيينها من اجل الاشراف على تسيير الصندوق. في المقابل تعتبر سماح بن عرفة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلفة بالمديونية والشؤون الاجتماعية والحباية والتامين في القطاع الفلاحي، ان هناك تاخيرا كبيرا فيما يهم التعويضات في القطاع الفلاحي وضبابية وعدم وضوح. فمن ناحية تنطلق عمليات الاقتطاع بالنسبة للفلاح والبحار لفائدة الصندوق ثم في المقابل عندما يتعرض هذا الاخير للجوائح الطبيعية والاضرار الجسيمة لا يستفيد من التعويض لانه تاخر تفعيل صندوق الجوائح الطبيعية ولم تصدر في شانه الاوامر الترتيبية بعد. وتساءلت سماح بن عرفة في نفس الوقت عن حجم الاموال التي رصدت لصندوق الجوائح الى حد الان، والى متى سيتاخر تفعيل صندوق الجوائح الطبيعية والى متى سيترك الفلاح والبحار في مواجهة الاضرار والخسائر الجسيمة التي يتكبدها منذ سنوات؟ وشددت بن عرفة على ضرورة تعامل هياكل الدولة بنفس الطريقة مع جميع الفلاحين الذين تعرضوا لضرر وبالتالي سحب قرارات التعويض التي تم اتخاذها لفائدة فلاحي سليانة على بقية الجهات المتضررة من الامطار والبرد الاخير في القصرين والقيروان وسيدي بوزيد ونابل.. ويذكر انه تم رصد 30 مليون دينار من ميزانية الدولة للصندوق كما وقع ضبط مساهمات من البحارة والفلاحين بين 2 و3 % ومعلوم تضامني على المنتوجات بنسبة 1 % من أجل تعبئة موارد مالية إضافية قد تصل الى نحو 30 مليون دينار. فمن المهم ان ينطلق صندوق الجوائح الطبيعية حسب المدير العام للتمويل والإستثمارات والهياكل المهنية بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، بتمويل يفوق ال60 مليون دينار حتى يضمن توازناته وتكون تدخلاته ذات نجاعة خاصة اذا ما علمنا ان حجم الاضرار الجملية المسجلة في قطاع الفلاحة والصيد البحري 2016-2017 قد قدرت حسب وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بحوالي ال90 مليون دينار. ◗ ريم سوودي الأوامر الترتيبية لصندوق الجوائح الطبيعية ويضبط الأمر الترتيبي الاول الخاص بصندوق الجوائح الطبيعية الأنشطة المعنية بتدخلات الصندوق وطرق تسييره وشروط تدخلاته اما الامر الثاني فيهم تحديد مساهمة المصرحين (الفلاحة والبحارة) في صندوق تعويض الأضرار الفلاحية الناجمة عن الجوائح الطبيعية ومقاييس وشروط وآليات التعويض بينما يعنى الامر الثالث بالتنصيص على ضبط قائمة المنتجات الخاضعة للمعلوم التضامني الموظف لفائدة الصندوق. وبالنسبة الى الأنشطة الفلاحية التي ستشملها تدخلات الصندوق فهي تخص الزراعات السقوية والمطرية وحيوانات التربية والمنتجات الفلاحية والبحرية والتجهيزات الفلاحية والبحرية. والفلاح أو البحار الذي يقوم بمساهمة سنوية ب2 بالمائة في الصندوق يتحصل في حال تعرضه الى جائحة طبيعية على تعويض بسقف 60 بالمائة وإذا كانت المساهمة ب3 بالمائة فانه يحصل على 70 بالمائة من التعويض. المندوب الجهوي للفلاحة بنابل: أكتوبر تحديد حجم التعويضات للفلاحين وانطلاق صرفها المندوب الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل المنصف التايب، أفاد في تصريح ل«الصباح» انه وطبقا للتقييم الأولي للأضرار المسجلة في ولاية نابل على خلفية الأمطار الطوفانية ليوم السبت الماضي 22 سبتمبر، فقد حدد المساحة المتضررة من الأشجار المثمرة(قوارص وزيتون أساسا) ب1000 هكتار أما فيما يتعلق بالخضر فتهم الأضرار 500 هكتار(بطاطا وفراولة..). وبين ان فريقا مختصا قد انطلق في العمل الميداني منذ يوم امس من اجل تقديم جرد تفصيلي دقيق للاضرار. ويعتمد الفريق الذي يضم ممثلين من وزارة الفلاحة واتحاد الفلاحة والصيد البحري على جدول نموذجي يحدد حجم الضرر ونوعية الضرر الى جانب تحديد عدد المواشي من اغنام وأبقار او خلايا نحل او ابار ان وجد. ومن المنتظر ان يكون التقرير النهائي الخاص بالاضرار الفلاحية في ولاية نابل جاهزا قبل يوم 10 اكتوبر 2018 ليتم في مرحلة لاحقة الاتفاق على قيمة الضرر المادي وبالتالي البدا في التعويض. وبين المندوب الجهوي للفلاحة بنابل ان قيمة التعويض ستكون بمثابة مساعدة من الحكومة تخفف للفلاح من وطاة المصاب. وستتراوح بين ال30 و50 % من قيمة الضرر. وستشمل اشغال الجرد واعادة التاهيل حسب منصف التايب، المنشات المائية والمسالك الفلاحية داخل المناطق السقوية العمومية (سيتم حصرها حسب الاولوية) وعمليات جهر وتعديل مجاري الاودية خارج مناطق العمران(تم تحديدها ب100 كلم) والسدود والبحيرات الجبلية. واكد التايب ان الاشغال ستنطلق مباشرة بعد ضبط التكاليف من قبل اللجنة الجهوية ولن تتم فيها العودة الى طلبات العروض بل ستخضع الى اتفاقات مباشرة تتم عبر الانطلاق الفوري للعمل. ◗ ريم الكشافة التونسية تساهم في عمليات الإغاثة بنابل في إطار مشروع مجابهة الكوارث للكشافة التونسية وبالتنسيق مع قيادة جهة نابل وتلبية لنداء الواجب تدخل فريق مجابهة الكوارث في المؤسسات التعليمية التي شملتها الأضرار الأخيرة، شارك في هذا التدخل حوالي 200 متطوع من عدد من الولايات. وقد شمل هذا التدخل المدرسة الابتدائية العربي زروق والمعهد الثانوي علي البلهوان والمعهد الثانوي بدار شعبان الفهري والمدرسة الابتدائية الحبيب ثامر سليمان والمعهد الثانوي محمود المسعدي والمدرسة الابتدائية بسيدي عمر والمدرسة الابتدائية ببلي. وتولى المشاركون عملية إزالة الأتربية والتنظيف الشامل للمؤسسات التربوية بالتنسيق الكامل مع إدارة المؤسسة والسلط المحلية والجهوية. كما سعت لجنة مجابهة الكوارث بالكشافة التونسية إلى توفير المعدات ووسائل العمل وضمان التنقل لكافة المشاركين ضمانا لنجاح التدخل. وتدعو الكشافة التونسية كافة القيادات إلى أخذ الحيطة وتوخي الحذر بعد الإعلان عن اقتراب تقلبات جديدة ستشمل المناطق الساحلية خلال اليومين القادمين..