أخصائيون نفسانيون: نحن على الذمة.. مهمتنا الانصات للطلبة ومساعدتهم على إيجاد حلول لمشاكلهم منوبة-الصباح أسئلة كثيرة طرحها عدد من طلبة المعاهد العليا والكليات الراجعة بالنظر إلى جامعة منوبة أمس على المنظمين لتظاهرة إعلامية تهدف إلى إدماجهم، يتعلق بعض هذه الأسئلة بمسالك التكوين وإعادة التوجيه وتعديل المسارات والنقل، والبعض الآخر بالمنح والمبيتات والصحة الجامعية والإحاطة النفسية والأنشطة الثقافية والرياضية والفرص المتاحة لمواصلة الدراسات العليا بالخارج. ويبلغ العدد الجملي للطلبة الراجعين بالنظر إلى جامعة منوبة حسب ما أكدته نادية العامري مديرة الشؤون الأكاديمية والشراكة العلمية بهذه الجامعة 18 ألفا، خمسة وستون بالمائة منهم فتيات. وأضافت العامري أن الخطوة الأولى للطالب في الجامعة هي الأهم وهي التي تبقى راسخة في ذاكرته ووجدانه، فكلما تمكن من الاندماج سريعا في الحياة الجامعية كلما استطاع ان يقبل على الدراسة والتحصيل أكثر، وفي هذا السياق تأتي تظاهرة ايام الإدماج التي انطلقت منذ يوم 24 سبتمبر الجاري وانتهت أمس ويتمثل الهدف منها حسب قولها في توفير المعلومات المتعلقة بالفضاء الجامعي وجميع الخدمات الموجهة للطلبة. وفي نفس السياق بينت ريم خبوشي المشرفة على مركز المهن وإشهاد الكفاءات ان الغاية من التظاهرة تكمن في تأطير الطلبة الجدد والإحاطة بهم وتقديم المعلومات التي يحتاجون اليها سواء تعلق الأمر بمسارهم الدراسي أو بالتربصات والمنح بالخارج أو بالخدمات الجامعية والإحاطة النفسية أو النقل الجامعي. وكان مشكل النقل الجامعي من أكثر المشاكل التي اشتكى منها الطلبة، وقالوا إنهم يعانون من ضغوطات نفسية كبيرة مردها النقل الجامعي، وبينوا أن هناك منهم من يضطر إلى اقتناء وسيلتين أو ثلاث وسائل لكي يصل إلى مؤسسته الجامعية، وعندما تنطلق الدروس على الساعة الثامنة صباحا عليه ان يستيقظ على الساعة الخامسة فجرا، ودعوا شركة نقل تونس الى توفير عدد إضافي من الحافلات المخصصة لنقل الطلبة خاصة المقيمين في الأحياء التي لا تصلها شبكة المترو الخفيف. وفي حديث معهم اجمع كل من خليل السعودي وشقيقته شيماء وزميلتهم مريم غربي الذين واكبوا هذه التظاهرة، على أن أهم مشكل يواجه الطلبة ويعرقلهم يتمثل في النقل الجامعي دون سواه، خاصة عندما تتهاطل الأمطار ويتعطل المترو الخفيف عن السير. وأشارت صبرين الحمروني الطالبة في اختصاص إعلامية التصرف بالمدرسة العليا للاقتصاد الرقمي بدورها الى مشكلة النقل الجامعي ودعت وزارة النقل إلى إيلاء هذه الموضوع الأهمية التي يستحقها، وطالبتها بتوفير حافلات على الخطوط البعيدة وتكثيف عدد الرحلات التي يؤمنها المترو الخفيف وإيجاد حلول لنقل الطلبة كلما تعطل المترو الخفيف وأضافت ان الطلبة يضطرون كل مرة تتهاطل فيها الأمطار إلى العودة إلى منازلهم ومبيتاتهم الجامعية مشيا على الأقدام. وفي المقابل أكد كل من نبيل الحامدي رئيس مصلحة المبيعات الجامعية ومنصف الجلاصي متفقد النقل بشركة نقل تونس ان الأولوية في أسطول الحافلات ممنوحة للنقل الجامعي وبينا ان التأخير في مواعيد السفرات مرده اكتظاظ حركة المرور وفسرا ان الشركة تخصص حافلات خاصة بنقل الطلبة بناء على عدد الطلبة وإمكانيات الشركة، فالأسطول على حد تأكيدهما اهترأ. والى جانب انشغالهم بمشكل النقل الجامعي أبدى الطلبة المشاركون في اليوم الإعلامي شغفا كبيرا بالفرص المتاحة للحصول على منح لمواصلة الدراسة أو لإجراء تربصات بالخارج سواء في فرنسا أو ألمانيا أو كندا أو بلجيكا أو تركيا وغيرها. وعن أسئلتهم أجابت منى الولهازي كاهية مدير الشؤون الأكاديمية والشراكة العلمية وحدثتهم عن منح التداول ومنح الماجستير والدكتوراه ومنح الاقامات العلمية رفيعة المستوى والمنح الوطنية التي تسند فقط للمتميزين على الصعيد الوطني واستحثتهم على المثابرة وقالت لهم ان أردتم مواصلة دراساتكم الجامعية في الخارج والتمتع بالمنح ما عليكم الا العمل لأن هذه المنح تسند للأجدر. كما أطلعتهم على التربصات الصيفية المتاحة في الخارج وعلى شروط المشاركة فيها. إعادة التوجيه تحدثت الطالبة شيماء سعودي عن إشكال آخر يتعلق بالتوجيه الجامعي وبينت أنها تقيم في العاصمة وتم توجيهها الى مؤسسة جامعية في سيدي بوزيد وعندما تحولت هناك مطلع السنة الجامعية أدركت أنه يستحيل عليها التأقلم مع المحيط، فهي لن تستطيع تحمل معاناة التنقل يوميا على القدمين بين المبيت الجامعي الواقع في منطقة شبه ريفية وبين المؤسسة الجامعية. وبينت الطالبة الجديدة انها جاءت خصيصا الى جامعة منوبة لتستفسر عن موعد إجراء مناظرة إعادة التوجيه الجامعي لأنها ترغب في الالتحاق باختصاص الإعلامية المطابقة في التصرف في المعهد الكائن بالمركب الجامعي منوبة. ووجدت الطالبة شيماء وغيرها من الطلبة إجابة شافية لدى نجوى شباح كاهية مدير إدارة الشؤون البيداغوجية والحياة الجامعية التي حدثتهم عن كل ما يتعلق بإعادة التوجيه وتعديل المسارات والنقلة، ونبهتهم الى أنه يحق لهم التسجيل في السنة الأولى مرتين فقط ومن سجل ولا يريد الدراسة في الاختصاص الذي وجه إليه عليه ان يسارع بسحب التسجيل حتى لا يحتسب عليه اما بالنسبة لطلبة السنة الثانية فلا ينطبق عليهم هذا الشرط ويمكنهم التسجيل كل سنة والى حين تمكنهم من النجاح في كل المقررات. وأضافت انه بالنسبة الى الطالب الذي سجل وتابع الدروس وفي الأثناء ولم يستهوه الاختصاص بإمكانه المشاركة في مناظرة إعادة التوجيه التي يتم تنظيمها سنويا في شهر مارس وفي صورة نجاحه في هذه المناظرة لا يعتبر راسبا. وفسرت شباح للطلبة أنه يمكنهم تقديم مطالب نقل من جامعة الى اخرى مع المحافظة على نفس الاختصاص ويمكنهم بعد التخرج والحصول على شهادة ان يسجلوا من جديد في شعب أخرى، وحذرتهم من إمكانية التعرض الى عقوبات تأديبية في صورة سوء السلوك تجاه الأساتذة والعملة أو في صورة الغش في الامتحانات وقالت إن هناك طلبة قرر مجلس التأديب السنوات الماضية رفتهم بسبب الغش. المطاعم الجامعية عن أسئلة الطلبة المتعلقة بالأكلة الجامعية وان كانت الوجبات المقدمة لهم في المطاعم الجامعية تحتوي فعلا على مادة " الكربوناتو".. أجابت سعيدة بالأخضر الأخصائية في التغذية في المطعم الجامعي بمنوبة بالنفي، وطمأنت الطلبة انه لا يقع استعمال الكربوناتو إطلاقا وقالت لهم ان الوجبات التي تقدم لهم صحية ومتكاملة وهي أفضل بكثير من الأكلات التي يتناولونها في محلات "الفاست فود" وأضافت ان كل العملة في المطاعم الجامعية يخضعون لفحوصات طبية. الصحة النفسية والجسدية لم يدر بخلد الطلبة الذين واكبوا اليوم الإعلامي ان هناك أخصائيين نفسانيين ومركز كامل للصحة الجامعية على ذمتهم اذ أشارت صبرين الحمروني الى انها درست في الجامعة اربع سنوات ولم تسمع عن الأخصائيين النفسانيين. وفسرت وفاء مساعدي بن قايد الأخصائية النفسانية بديوان الخدمات الجامعية للشمال ان هناك مكتبا للإحاطة النفسية بالطلبة وبينت ان الطالب هو المدعو الى التوجه اليه، وهناك يجد من ينصت اليه ويساعده على تجاوز مشاكله. وذكرت ان اهم الصعوبات التي يواجهها الطلبة تتمثل في عدم التأقلم مع المحيط وعدم القدرة على التعايش مع طلبة آخرين في المبيتات كما توجد مشكلة الجهويات والإدمان وفي فترة الامتحانات كثيرا ما يعاني الطلبة من الضغوطات النفسية والأرق.. وبينت ان كل هذه المشاكل تنعكس سلبا على مردودية الطلبة، ولتخليصهم من الضغوطات النفسية يقع تشجيعهم على ممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية التي تؤمنها المبيتات والمؤسسات الجامعية والمراكز الثقافية. واستعرضت كل من خلود الزاير الأخصائية النفسانية الأولى وسلاف المباركي وآمنة القرمازي الأخصائيتان في علم النفس السريري مختلف الخدمات المقدمة للطلبة الراجعين بالنظر الى جامعة منوبة، في حين حدثتهم الدكتورة سلوى الغنوشي عن الخدمات التي يوفرها لهم مركز الصحة الجامعي وقالت إنها مجانية فيها العلاجي وفيها التوعوي.