أعلن المسرحي توفيق الجبالي، على طريقته، عن برنامج الموسم الفني لفضاء التياترو: أكتوبر 2018 / جويلية 2019 بصفته مديرا لهذا الفضاء الثقافي الخاص. وأكد أنه رغم الصعوبات فإن إدارة هذا الفضاء الإبداعي الخاص لم تقصر ولم تستسلم للوضع المتردي بل عملت جاهدة من أجل ضبط برمجة على امتداد الموسم تتسم بالتنوع ومنفتحة على مختلف المجالات الإبداعية الثقافية لكن مع محافظتها على منحى فضاء "التياترو" الذي انتهجه منذ سنوات. وكشف عن تفاصيل برمجة نشاط وعمل هذا الفضاء الذي يحتفل بمرور 32 سنة على فتحه. كان ذلك في ندوة صحفية عقدتها إدارة هذا الفضاء صباح أمس بمقره بحضور رفيقة دربه زينب فرحات وبعض المسرحيين من أبناء هذا الفضاء وممن أخرجوا أعمالا تضمنها هذا البرنامج وهم كل من خولة الهادف التي تقدم عملين "انتيقون" و"حرب الفاشلين" والمسرحي وليد العيادي الذي أخرج ثلاثة أعمال في نفس البرنامج وهي "الفرح واتانا" و"الدلاع الثوري" و"قضية رأي" إضافة إلى هيكل رحّال الذي أخرج بدوره عملين هما "تنفيسة" و"من كتاب الفيسبوك" بمشاركة نوفل عزارة. وبين أن برنامج هذا الموسم يتضمن 12 انتاجا جديدا طغى عليها انتاج مختبرات التياتر ستوديو باعتباره مشروع التياترو الخاص بالتكوين الذي لاقى نجاحا ويتواصل بنفس النسق والشخصية الفنية والخط الجمالي منذ بعثه منذ 16 سنة. فضلا عن إعادة بعض الأعمال التي سبق تقديمها في مواسم سابقة على غرار "ثلاثين وأنا حاير فيك" و"سابينس" و"بسيكوز". فيما يقدم وليد الدغسني مسرحية "مملكة الهم" في نفس البرنامج التي يجسدها كل من أماني بلعج ومنير العماري وتقدم ليلى طوبال ومهدي الطرابلسي "حورية". وأفاد أن أغلب المنتمين لهذا البرنامج التكويني، الذي وصفه بالمغامرة، هم طلبة وخريجي المعهد العالي للفن المسرحي وذلك بفضل ما حققه الفضاء من اكتفاء ذاتي في هذا المجال. وتتوزع هذه الأعمال بين ثلاثة أعمال من إنتاج نفس الفضاء وعملين في إطار الأعمال الجديدة الضيفة وثلاثة مواعيد فنية وفكرية شهرية وثلاثة لقاءات فنية كبرى. واختار هذا الفضاء تسمية الأعمال الجديدة التي ينتجها ب "ابتكارات" وذلك بعد التخلي عن تجربة "العرض الأول" وفسر توفيق الجبالي ذلك بأن الإمكانيات المادية هي العامل المتحكم في ضبط البرمجة وتحديد التوجهات. وتسجل برمجة هذا الموسم أيضا انفتاحا على الموسيقى الأوركسترالية من خلال تنظيم لقاء الأوركستر السمفوني بقرطاج لحافظ مقني في سلسلة من اللقاءات وعرض رقص "سيرك عمار" للكوريغرافي عماد جمعة فضلا عن مواعيد فنية أخرى من قبيل "خلينا جاز" و"اللقاء المضاد" الذي يجمع بين المسرح والغناء والرقص وسلام. توجه خاص ونزّل توفيق الجبالي الأعمال التي يتضمنها برنامج هذا الموسم الفني الجديد في إطار المحافظة على خط الفضاء الإبداعي لتكون في تناغم في توجهها العام مع خيارات وتوجهات القائمين عليه ثقافيا وفكريا واجتماعيا ونقابيا. وهو ما أكدته زينب فرحات مديرة الإنتاج بنفس الفضاء في نفس الندوة وأفادت أن إدارة الإبداع والانتصار للثقافة والمسرح خاصة والانفتاح على الراهن التونسي في مختلف المجالات عبر إعادة "قولتها" وتحويلها إلى مادة فنية تجمع بين التسلية والإفادة والدفع للتفكير وإعادة النظر في بعض المسائل والقضايا من العوامل التي جعلت إدارة التياترو و"شركاءه" في نفس الهاجس للبحث عن آليات وطرق من أجل تقديم الجديد والمساهمة في تأثيث برنامج هذا الموسم الجديد. أنتيقونات تونس في السبعينات وقدمت زينب فرحات في هذه الندوة الصحفية عرض افتتاح الموسم المقرر تنظيمه يوم 5 من الشهر الجاري موضحة أنه من الأعمال المبتكرة للفضاء ويحمل عنوان "أنتقون الخالدة" للمخرجة خولة الهادف وإدارة فنية لتوفيق الجبالي ويشارك في تجسيده على الركح كل من فرح الموخر ومحمد الزرامي وإيمان بن عمر وهاجر زايدي وعزة الموخر وأحمد عليوين واميرة العريفي وامينة البديري مع مشاركة الاطفال فاطمة مغيربي ومايا مجاجي و سليم الغزواني. وأفادت مديرة الإنتاج بالتياترو أن برنامج الموسم الفني الجديد يتضمن بادرة تعد فريدة من نوعها خاصة أنها كانت في إطار توجه الفضاء لتنظيم لقاء حول المرأة مرة كل سنتين. وتتمثل هذه البادرة حسب تأكيدها، في جمع ثلة من النساء التونسيات من سجينات السبعينات ممن لم يحظين بنفس الصيت والاهتمام الذي حظي به السجناء السياسيين في نفس الفترة من القرن الماضي من جماعة برسبكتيف خاصة أن هؤلاء النسوة ممن رحبن بمشروع بورقيبة التقدمي والحضاري ولكنهن رفضن سياسته الدكتاتورية. وباعتبار أن هؤلاء النسوة لم يكتبن عن المرحلة وتجربة السجن فجمع "التياترو" بعض منهن وفتح لهن ورشات لكتابات سجينات السبعينات ليتم تتويج ذلك بمعرض يتواصل بالفضاء حتى منتصف الشهر الجاري تحت عنوان "رائعات أنتيقون المعاصرات". ندوات ومواعيد فضاء التياترو ووفق ما أكده القائمون عليه في هذه الندوة سيكون منارة للثقافة والإبداع باعتبار أن البرنامج لا يكتفي بالعروض المسرحية والفنية والموسيقية بل يتضمن أيضا ندوات ولقاءات فنية أخرى على غرار"معرفة المعرفة" التي ينظمها معهد البحوث والأديان وجمعية زنوبيا بالتعاون مع مؤسسة فريديش بوول وتتمحور حول ظاهرة التدين في تونس وذلك بعرض أهم المذاهب والأديان التي يمارسها التونسيون. وندوة أخرى محورها الفنون والدين. ◗ نزيهة الغضباني تحدثوا عن أعمالهم وليد العيادي: مواصلة لمشروع هادف صحيح أني من أبناء التياترو ولكن ما سأقدمه في الموسم الفني الجديد هو نتاج مواصلة لنفس الخط الذي ألفته في هذا الفضاء منذ التحاقي به منذ سنوات ومشاركتي في عديد الأعمال سواء في التمثيل أو الإخراج أو كتابة النص. لأن هذه الأعمال الجديدة هي نتيجة لورشات انطلقنا فيها منذ عام لذلك كانت كلها مقتبسة من نصوص مفتوحة وليست مرتبطة بمرجعية نصية محددة ولعله العامل الذي جعل هذه الأعمال تكون قريبة من المشاهد التونسي. وما أريد الاعتراف به أن مسرحية "الهجرة" الذي شارك في كتابة نصها الطبيب والشاعر فهمي البلطي وهي مهداة إلى روح الشاعر الذي انتحر منذ أشهر نضال الغربي. خولة الهادف: تونسة النص وتقريب المشهدية أعترف أن التجربة ليست سهلة ولكنها لم تكن صعبة خاصة في ظل ما وجدته من مناخ عمل وإدارة لا تعترف إلا بمقياس الإبداع. والتشاور والتحاور هو آليتنا في التعاطي مع ما سنقدمه في هذا الموسم. ففي "أنتيقون" اخترنا كفريق عمل الدخول في صدام مع نصوص وآليات لغوية وذهنية جديدة وذلك بتونسة النص والمشهدية وتقريب العمل من واقعنا التونسي. اما مسرحية "حرب الفاشلين" فالأمر يختلف فيها لأنه سيكون عملا إعلاميا أقرب منه لعرض مسرحي اعمدت فيه على الأسئلة المستوحاة من الأدبيات التي كتبت عن الحرب وعن الحقائق العلمية المعتمدة في الغرض. هيكل رحال: ثنائي لغتي الجسد والكلام في الحقيقة كل ما قدمته في هذا الموسم سيكون نتاج لورشات أستوديو التياترو كما هو الشان بالنسبة للمشاركين في تجسيدها وتنفيذها. فعمل "تنفيس" هو عرض مختلف عن البقية ويعتمد على لغتي الجسد والكلمة المنطوقة.