نظمت المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت يوم الخميس الماضي لقاء مع رؤساء وممثلين عن الجمعيات الثقافية بالجهة، للتعارف والتعرف على أبرز شواغلهم، وذلك في إطار استراتيجية انفتاح المندوبية على المعنيين بالشأن الثقافي وممارسي هذا الفعل، وإيضاح طريقة العمل والتعاون بين الجانبين حسب ما صرح به المندوب الجديد شكري التليلي. جمعيات عديدة شاركت في هذا اللقاء مثل مجانين الركح، قدماء معاهد بنزرت، مسرح الجسر، وأحباء المكتبة والكتاب بمنزل بورقيبة، النهضة التمثيلية، القارب المسرحي بجرزونة، مهرجان جومين، جمعية بنزرت للسينما، وجمعية مهرجان منزل بورقيبة. وقد أفرز الحوار جملة من المقترحات التي يساعد تحقيقها على الارتقاء بالفعل الثقافي حسب المتدخلين كتوفير الدعم المالي لتمويل الأنشطة، وضرورة البحث عن صيغة لإعادة فتح دور الثقافة يومي السبت والأحد. وفي هذا الصدد أكد يوسف الحاج سالم ل»الصباح الأسبوعي» أن نشاط جمعية المنهل الثقافي بمنزل عبد الرحمان الذي كان له إشعاع كبير وطنيا قبل الثورة وبعدها أصبح في حالة احتضار منذ ثلاث سنوات بسبب غلق دار الثقافة في نهاية الأسبوع. ومن جهته أبرز الكاتب والمناضل المعروف محمد الصالح فليس أهمية الفعل الثقافي في بناء المواطنة والوعي المواطني، باعتبار أن الثقافة هي المخرج الأساسي من كل الأوضاع السلبية بما في ذلك الإرهاب، الذي لا يمكن معالجته أمنيا فقط . وفي هذا الإطار دعا إلى قلب المعادلة، وهي أن يتوجه المسؤول إلى ممارسي الفعل الثقافي للتعرف على حاجياتهم ومشاريعهم وتذليل الصعوبات التي تعترضهم، لا أن يضطروا كل مرة إلى دق باب المسؤول، كما أثار موضوع المركب الثقافي للفنون الدرامية ببنزرت، الذي مازال ينتظر الانجاز رغم تخصيص الأرض والاعتماد المالي لهذا المشروع . وفي إطار مواز دعا الإعلامي ورجل المسرح ورئيس جمعية مسرح الجسر ببنزرت الحبيب العربي إلى التنسيق مع بلدية بنزرت لتمكين الجمعيات الثقافية التي تفتقر إلى مقرات تمارس به نشاطها من استغلال المكاتب المغلقة بقصر المؤتمرات، الذي يعتبر إعادة الروح إليه انجازا في حد ذاته ، كما دعا آخرون إلى عقد اجتماع بين المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت ورؤساء البلديات لتفعيل التعاون في المجال الثقافي واستغلال المقرات الشاغرة على غرار المكاتب بالمسرح الصيفي ببنزرت الذي تنشط به جمعية وحيدة شهرا واحدا، وهي جمعية مهرجان بنزرت، وتظل مغلقة 11 شهرا . ومن جهته أكد رئيس جمعية شيوخ المالوف محمد الحبيب القيزاني أن المجموعة تكابد من أجل الحفاظ على وجودها والمحافظة على الإرث الفني في موسيقى المالوف والنادر منه تحديدا الذي تختزنه ذاكرة ومخطوطات أعضاء الجمعية، وأنها تكاد تكون الجمعية الوحيدة ببنزرت، التي تحصد الجوائز باستمرار، ولها إشعاع بالداخل والخارج، ولكنها لم تحظ بأي دعم مالي منذ تأسيسها في 2006 ، رغم الحاجة الماسة إلى ذلك لضمان نقل هذا الموروث الفني إلى جيل الشباب والبناء عليه، وتطويره. وفي رده على الأسئلة والمقترحات أوضح المندوب أن هذا اللقاء هو مصافحة أولى، وأن المندوبية لا تصنع الثقافة، ولكنها تدعم الفعل الثقافي. ودعا الجمعيات إلى إعداد المشاريع وتقديمها إلى المندوبية، وستقوم اللجنة المعنية بدراسة الملفات بحضور مراقب المصاريف العمومية، وتمويلها بكل شفافية، وفي إطار العدل بين الجمعيات في توزيع التمويل المخصص لها من الوزارة. وأما بالنسبة إلى المركب الثقافي للفنون الدرامية فإن الإشكال يتمثل في عدم ترسيم الاعتماد المالي المخصص له وهو أربعة مليارات في ميزانية الدولة، ولذلك ستحرص المندوبية الجهوية مع وزير الشؤون الثقافية على أن يتم ترسيمه في ميزانية 2019 وأمّا بالنسبة إلى فتح دور الثقافة يومي السبت والأحد فإن المؤشرات تدل على قرب توصل طرفي التفاوض إلى الحل المرضي لكليهما.